للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومثقال حديد بمثقال صُفْر ومثقال رصاص، فالصُّفْر بمثله، والرصاص بالحديد. وكذا مثقال حديد ومثقال رصاص بمثقال حديد ومثقال نحاس، فإن حديد هذا بحديد ذلك ورصاص ذلك بنحاس هذا.

والحديد كله سواء، الجيد فيه والرديء، لا يصلح إلا وزناً بوزن مثلاً بمثل يداً بيد. فإن افترقا قبل أن يتقابضا (١) فإن البيع جائز على حاله، ولا يشبه هذا الصرف في هذا الوجه. والحديد الذي تُصْنَعُ (٢) منه السيوف والحديد الذي لا يصلح لذلك (٣) سواء، وزناً (٤) بوزن، ولا يكون هذا نوعين مختلفين (٥) وإن (٦) كان أحدهما أغلى من الآخر. وإذا كان ذلك إناءً مصوغاً أو سيفاً مضروباً قد خرج من الوزن (٧) ذلك كلُّه فلا بأس بأن يشتري واحداً من ذلك بحديد أكثر منه أو أقل يداً بيد، ولا خير فيه نسيئة، لأنه صنف واحد، وأصله وزنٌ كلُّه.

وكذلك الرصاص القَلَعي (٨) الجيد بالأُسْرُبّ (٩)، فهذا رصاص كله يوزن، ولا (١٠) يصلح إلا واحداً بواحد (١١) يداً بيد وإن كان


(١) ز: أن يقابضا.
(٢) ز: يصنع.
(٣) ف م ز: ذلك.
(٤) ز: وزن.
(٥) ز - مختلفين.
(٦) ف: ولو.
(٧) م ز: من الورق (مهملة).
(٨) القَلَعي والقَلْعي: الرصاص الجيد، وقيل: هو الشديد البياض، والقَلْع اسم المعدن الذي ينسب إليه الرصاص الجيد، وقيل هو اسم بلد بالهند أو بالأندلس. وقيل: القَلْعي بالسكون غلط انظر: المغرب، "قلع"؛ ولسان العرب، "قلع"؛ والقاموس المحيط، "قلع".
(٩) الأُسْرُب بضم الهمزة وتشديد الباء هو الرصاص، وهو معرّب. وقيل بتخفيف الباء أيضاً. انظر: لسان العرب، "سرب"؛ والمصباح المنير، "سرب". ويظهر من المتن أنه أردأ من الرصاص القلعي. انظر: المبسوط، ١٤/ ٥٥.
(١٠) ف ز: فلا.
(١١) أي: إلا وزناً بوزن.

<<  <  ج: ص:  >  >>