للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا قُتل الرجل وله ابن وأخ ثم مات ابنه قبل أن يقتص (١) والقتل عمد ولم يترك وارثاً غير عمه فإن الميراث للعم، وله أن يقتص. فإن كان العم هو القاتل فلم يقتله الابن حتى مات فصار العم وآخر معه فإن الدم قد بطل، وصار على العم نصف الدية لشريكه، لأنهما ورثا الدم (٢) من ابن (٣) أخيهما.

وإذا قُتل الرجل عمداً فجاء أخوه يطلب بدمه، فأقام البينة أنه وارثه لا وارث له غيره، وأقام القاتل البينة أن له ابناً، فإني لا أعجل له بقتله حتى أنظر فيما جاء به القاتل من البينة أن له ابناً، فأُبْلِي في ذلك عذراً (٤) حتى أعلم مِصْدَاقَهما (٥). قال: فإن أقام القاتل البينة أن له ابناً وأنه قد صالح على الدية وقبضها منه درأت القصاص حتى أنظر فيما قال. فإن جاء الابن فأنكر ذلك كلفت القاتل أن يقيم على الابن البينة، ولا أجيز البينة التي قامت على الأخ، لأنه لم يكن خصماً يومئذ. فإن كانا أخوين فجاء أحدهما يطلب بالدم (٦) فأقام القاتل البينة أنه صالح الغائب على خمسة آلاف درهم أجزت ذلك وقبلته (٧)، فإن قدم الغائب لم أكلفه أن يعيد الشهود، مِن قِبَل أني قد قبلتهم (٨) على خصم، وجعلت للباقي نصف الدية.

وإذا ادعى بعض الورثة دم أبيه (٩) على رجل وأخوه غائب وأقام البينة على أنه قد قتل أباه عمداً فإني أقبل ذلك وأحبس القاتل، فإن جاء أخوه كلفته أن يعيد الشهود، لأني لا أجيز للغائب بينة بغير وكالة ولا خصومة. وهذا قول أبي حنيفة. وفيها قول آخر وهو قول أبي يوسف ومحمد: إني لا


(١) ز: أن يقبض.
(٢) م ف زط: بالدم.
(٣) ز - ابن.
(٤) يقال: أَبْلَيْتَ فلاناً عذراً، إذا بيّنتَه له بيانًا لا لوم عليك بعده، وحقيقتُه جعلته بالياً لعذري، أي: خابرًا له عالماً بكُنْهه، مِن بلاه إذا خَبَره وجَرَّبه. انظر: المغرب، "بلي".
(٥) ز: بصداقهما. مِصداق الأمر، أي: حقيقته. انظر: لسان العرب، "صدق".
(٦) ز: الدم.
(٧) ز: وقتلته.
(٨) ز: قد قتلتهم.
(٩) ز: ابنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>