للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أرأيت إن جامع أو دخل المَخْرَج (١) أو استَقَى (٢) هل يبني على (٣) صلاته (٤)؟ قال: هذا (٥) والأول سواء، وعليه أن يستقبل. قلت: وكذلك إن تقيّأ (٦)؟


= ولم يتكلم حتى توضأ ثم أقبل وهو يقول: {وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [سورة آل عمران، ١٣٥]، فاحتَسَبَ بما مضى وصلّى ما بقي. وقال أخبرنا أبو حنيفة عن حماد عن إبراهيم أنه قال يجزيه، والاستئناف أحب إلي. وقال أخبرنا أبو حنيفة عن حماد عن إبراهيم في الرجل يَرْعُفُ في الصلاة أو يحدث قال يخرج ولا يتكلم إلا أن يذكر الله ثم يتوضأ ثم يرجع إلى مكانه فيقضي ما بقي عليه من صلاته ويعتد بما صلى، فإن كان تكلم استقبل. انظر: الآثار لمحمد، ٣٢. وانظر: الآثار لأبي يوسف، ٣٧ - ٣٨. وروي نحو ذلك مرفوعًا وموقوفاً من طرق مختلفة. انظر: الموطأ، الطهارة، ٤٦، ٤٧؛ وسنن ابن ماجه، إقامة الصلاة، ١٣٧؛ وسنن الدارقطني، ١/ ١٥٤ - ١٥٧، ٢/ ٤٣؛ والسنن الكبرى للبيهقي، ٢/ ٢٥٥ - ٢٥٦. وانظر للتفصيل والنقد: نصب الراية للزيلعي، ١/ ٣٨، ٢/ ٦٠؛ وتلخيص الحبير لابن حجر، ١/ ٢٧٤؛ والدراية لابن حجر، ١/ ٣٠، ١٧٤.
(١) ح ي: أرأيت الرجل إن دخل المخرج أو جامع.
(٢) ك ط: أو استقاء؛ ج ر م: أو استقا؛ ح: أو استمنا؛ ي: أو استمنى. ويظهر أن "استقاء" خطأ، لأن السؤال الآتي يكون تكرارًا له. وفي المبسوط: استمشى. انظر: ١/ ١٧٠. قال المطرزي: وقوله: "وكذلك إذا دخل المخرجِ أو جامع أو استمشى" قالوا: الاستمشاء كناية عن التغوّط، وهو وإن كان متوجهاً إلا أن رواية من روى: "استمنى" أوجه. انظر: المغرب، "مشى". وكثيراً ما نرى في النسخ التي اعتمدنا عليها أن الألف المقصورة (ى) تكتب في صورة الألف (ا). فلذلك رجحنا "استقى". واستقى الرجلُ الرجلَ: طلب منه السقي، واستقى من النهر والبئر استِقَاءً: أخذ من مائها. انظر: لسان العرب، "سقى". فقد يكون المقصود أنه إذا شرب من الماء فعليه أن يستقبل، أو أنه إذا استقى من البئر ماء وهو غير محتاج إليه ليتوضأ فعليه أن يستقبل. قال الكاساني: إذا سبقه الحدث ثم تكلم … أو أكل أو شرب أو نحو ذلك لا يجوز له البناء … وكذا لو استَقَى من البئر وهو لا يحتاج إليه. ولو مشى إلى الوضوء فاغترف الماء من الإناء أو استَقَى من البئر وهو محتاج إليه فتوضأ جاز له البناء، لأن الوضوء أمر لا بد للبناء منه، والمشي والاغتراف والاستقاء عند الحاجة من ضرورات الوضوء. انظر: بدائع الصنائع للكاساني، ١/ ٢٢٢؛ والبحر الرائق لابن نجيم، ١/ ٣٩٠.
(٣) ح ي + ما مضى من.
(٤) ح + قلت لا؛ ي + قال لا.
(٥) ح ي: فهذا.
(٦) ح ي: لو تقيأ. أي: متعمداً.

<<  <  ج: ص:  >  >>