ومالك لَمْ يسمع هَذَا الحديث من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنما رواه عن جابر، عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد ذكرناه فِي كتاب الجهاد مستقصى.
وَكَانَ مالك أميرا عَلَى الجيوش فِي غزوة الروم أربعين سنة، أيام معاوية وقبلها، وأيام يزيد، وأيام عَبْد الْمَلِكِ بْن مروان، ولما مات كسر عَلَى قبره أربعون لواء، لكل سنة غزاها لواء.
وَكَانَ صالحا كَثِير الصلاة بالليل، وقيل: لَمْ يكن لَهُ صحبة، وَإِنما كَانَ من التابعين، والله أعلم.
وقال ابن منده: فرق البخاري بينه وبين الَّذِي قبله، يعني مالك بْن عَبْد اللَّهِ الخزاعي الَّذِي يأتي ذكره.
أخرجه الثلاثة قلت: قول ابن منده فرق البخاري بينه وبين مالك بْن عَبْد اللَّهِ الخزاعي، يدل عَلَى أَنَّهُ ظن أنهما واحدا، ونقل التفرقة عن البخاري ليبرأ من عهدته، فإن ظنهما واحدا فهو وهم، وهما اثنان لا شبهة فِيهِ، وأين خثعم من خزاعة؟ ! والخثعمي أشهر من أن يشتبه بغيره، وَإِنما اختلفوا فِي صحبته لا غير.