الباب الخامس والعشرون:(باب: بيان أنه يستجاب للداعي ما لم يعجل).
يعني: يستعجل ويستبطئ الإجابة.
فمثلاً لو أن شخصاً يدعو على مدار السنة: يا رب! نجحني وهو لا يذاكر، ثم رسب، ثم لم يدعو في السنة التي بعدها وقال: قد دعوت مدة السنة ومع هذا رسبت فنقول له: إنك لم تأت بالسبب الذي يبلغك النجاح، وحتى لو أتى بالسبب ولم يقدر له النجاح فهذا من القدر الذي يجب على هذا العبد أن يؤمن به، وأن يحمد الله تعالى عليه في السراء والضراء، وإذا أصابته الضراء وقد اتخذ لها الأسباب فينبغي عليه أن يحمد الله تعالى.
قال: حدثنا [يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك عن ابن شهاب عن أبي عبيد مولى عبد الرحمن بن عوف -واسمه سعد بن عبيد الزهري - عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، فيقول: قد دعوت فلا -أو- فلم يستجب لي)].
وقد قلنا: إن الدعاء قد يكون عبادة محضة؛ لأن الدعاء هو العبادة.
يعني: أنه باب عظيم جداً من أبواب العبادة، حتى وإن كان الإنسان لا يريد أن يسأل، فيسأل في حال معين أو في وقت معين فيدعو في هذا الوقت إظهاراً للعبودية، وإن لم يكن له حاجة في هذا التوقيت بالذات، فإذا دعا في توقيت ليس له فيه مصلحة معينة مع خلو ذهنه وعدم انشغال قلبه بشيء معين فإن هذا الدعاء يكون محض العبادة، وهي صورة ظاهرة جداً في عبادة النبي عليه الصلاة والسلام، والعباد أحوج الخلق إلى طلب الحاجات من الله عز وجل في كل وقت وحين.
[حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث حدثني أبي عن جدي] وهؤلاء ثلاثة مصريون متتابعون، عبد الملك وشعيب والليث، فـ عبد الملك يروي عن أبيه عن جده [قال: حدثني عقيل، وعقيل نزل مصر.
وقدم قدم أحد إخواننا خطة بحث لرسالة الدكتوراة في جامعة الأزهر، كلية أصول الدين، قسم الحديث في الرواة المصريين، والمادة طويلة، فهي تزيد عن (١٥٠٠) ورقة تلسكاب، فإذا نشط أحدكم للبحث فسأدفع له خطط البحث التي قدمها هذا الباحث في الدكتوراة إلى جامعة الأزهر، والعجيب أن جامعة الأزهر رفضت هذا، ولم تبد أسباباً، مع أن أحداً لم يتعرض لهذا إلا الإمام السيوطي فله كتاب في مجلدين، ذكر فيه الصحابة المصريين والذين نزلوا مصر.
[عن ابن شهاب أنه قال: حدثني أبو عبيد مولى عبد الرحمن بن عوف، وكان من القراء وأهل الفقه -فمع أنه مولى إلا أنه كان فقيهاً قارئاً للقرآن الكريم- قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يستجاب لأحدكم ما لم يعجل فيقول: قد دعوت ربي فلم يستجب لي)].