السؤال عن وجود الله عز وجل لا يصدر من أهل التوحيد والإيمان، ولكنه قد يصدر من أهل الشرك والكفران والجحود، أو من المنافقين الشاكين المرتابين، أو من جهال المسلمين كذلك، وهذا ليس على سبيل إنكار وجود الله عز وجل، ولكن ربما يكون هذا السؤال مفاده معرفة الله عز وجل بالأدلة القطعية.
ولو كان هذا السؤال صادراً من أهل الشرك والكفران والجحود والنفاق فإننا نقول لهم: معرفة وجود الله عز وجل ثابتة بالعقل والحس والفطرة والشرع.
ولم نقدم هذه الثلاثة على الشرع لأن الشرع يستحق التأخير، بل الشرع مقدم على كل شيء، ولكن قدمناها على الشرع لأننا نرد على إنسان لم يؤمن بالله عز وجل، ومن الصعب أن نحاجه بآيات الله عز وجل وبأحاديث النبي عليه الصلاة والسلام، فينبغي أن نخاطب عقله وحسه وفطرته، ثم بعد ذلك نقول له: إن الذي ثبت عندك من خلال العقل والحس والفطرة قد ورد به الشرع، ثم نسرد له بعد ذلك الأدلة على وجود الله عز وجل.