النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن الصلاة بين السواري، والسواري هي الأعمدة، فلا يجوز الصلاة بينها إلا للضرورة، والعلة انقطاع الصف، ولا يجوز قطع الصف إلا لعلة ازدحام، أو للضرورة أو غير ذلك.
والدليل على ذلك حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال:(دخل النبي عليه الصلاة والسلام وعثمان بن طلحة وأسامة بن زيد الكعبة، فصلى النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه، فلما خرجوا قلت لـ أسامة بن زيد: ماذا فعلتم؟ قال: صلينا، قلت: هل صلى رسول الله؟ قال: نعم، قلت: أين صلى؟ قال: إلى الاسطوانة)، والمقصود بالاسطوانة هي العمود أو السارية، وهي مبنية بالطوب وليس بالخرسان.
والنبي عليه الصلاة والسلام اتخذ الدابة سترة، واتخذ عائشة رضي الله عنها سترة، واتخذ السرير سترة، واتخذ العنزة سترة، والعنزة: هي عصاً كمؤخرة الرحل، وهي عصا تتخذ عند قتب الجمل أو البعير يعلق عليها البضائع والمحمولات وغير ذلك، فالنبي عليه الصلاة والسلام صلى إلى هذه العنزة بعدما غرزها في الأرض، واتخذها سترة له، ولذلك العلماء يقولون: السترة لابد أن تكون على قدر العنزة، أي: قدر شبر، ولا يعتبر الفارق بين السجادتين سترة، أو معه خيزرانة يلقيها أمامه ويعترضها، كل هذا لا يبيح للمار أن يمر من أمامها؛ لأن السترة لابد أن تكون مرتفعة قدر شبر عن الأرض؛ لأن أقل الوارد من النصوص في حق السترة مؤخرة الرحل واسمها العنزة.
وحديث:(صلى النبي عليه الصلاة والسلام إلى عنزة)، ومن التصحيف في الفهم أن رجلاً من بلدة اسمها عنزة، وعنزة وعنيزة في السعودية، فهما قريتان متجاورتان وهما في القصيم، فهذا الرجل الذي من عنزة تفاخر على أصحابه وقال لهم: نحن قوم لنا شرف، قالوا له: وما هو هذا الشرف؟ قال: لقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم إلينا، فقد ظن أن العنزة في الحديث هي البلد التي هو منها، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يصل إلا إلى قبلة المسلمين المعروفة.