وأهل السنة والجماعة يثبتون لله عز وجل الصفات بدون مماثلة، فهم يقولون: إن الله تعالى استوى ولكن ليس كاستوائنا، ويأتي ولكن ليس كإتياننا، فهم يفوضون الكيف ويثبتون المعنى بدون تمثيل، بل يثبتون لله تعالى الصفات، ويقولون: ليس له مثيل ولا شريك، فإنه متفرد في وحدانيته وفي ذاته وفي أفعاله وفي صفاته.
ويقولون: إن الله عز وجل له حياة ولكن ليست كحياتنا؛ لأن حياتنا يعتريها النقص والعلل والأمراض والأسقام، وأما حياة الله تعالى فهي منزهة عن هذا كله، فهم يثبتون لله تعالى الحياة، ولكن ليست كحياتنا، وكذلك سمعنا ليس كسمع الله، ولا علمنا كعلم الله، ولا إتياننا كإتيان الله، ولا مجيئنا كمجيء الله، ولا استواؤنا كاستواء الله، بل لما كانت الذات منافية للذات لابد أن تكون الصفات منافية للصفات.