للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[علم وكيع بن الجراح]

قال عبد الله ابن الإمام أحمد عن أبيه: ما رأيت أوعى للعلم من وكيع بن الجراح، ولا أحفظ له منه.

وهذا الكلام له قيمته ووزنه، خاصة إذا صدر من مثل أحمد بن حنبل، مع كثرة شيوخ الإمام أحمد عليه رحمة الله، فهو له من الشيوخ الأجلاء الكثير والكثير، ولكنه يقول: ما رأت عيناي مثل وكيع بن الجراح.

وقال: كان مطبوعاً على الحفظ، يعني: كان مجبولاً على الحفظ، إذا سمع شيئاً ولو مرة واحدة حفظه.

قال: وكان وكيع حافظاً حافظاً، وكان أحفظ من عبد الرحمن بن مهدي كثيراً كثيراً.

ولو عرفنا مناقب وترجمة عبد الرحمن بن مهدي لعلمنا قدر وكيع، فإن عبد الرحمن بن مهدي كان عظيم القدر عالي الكعب في هذا العلم، وكان وكيع أعظم منه وأكثر حفظاً وضبطاً، وإن كان يقع في الخطأ أحياناً، وقد قيل له: إنك حدثت بألف وخمسمائة فأخطأت في ثلاثة أحاديث، فقال: وهل يعد هذا خطأ!