[لطيفة إسنادية في حديث الاستعاذة من فتنة المحيا والممات]
قال: [وحدثنا أبو كامل الحجدري، حدثنا يزيد بن زريع، وحدثنا محمد بن عبد الأعلى، حدثنا معتمر -وهو ابن سليمان التيمي - كلاهما عن التيمي -أي: سليمان - عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله.
غير أن يزيد ليس في حديثه قوله: (ومن فتنة المحيا والممات).
قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء الهمداني، أخبرنا ابن المبارك -وهو عبد الله بن المبارك المروزي - عن سليمان التيمي، عن أنس بن مالك: (عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه تعوذ من أشياء ذكرها.
والبخل)].
أي: استعاذ بالله أن يكون بخيلاً.
قال: [حدثنا أبو بكر بن نافع العبدي، حدثنا بهز بن أسد العمي، حدثنا هارون] وهو ابن موسى النحوي الأزدي العتكي؛ لأن هناك هارون من الطبقة السابعة، وهذا بصري والآخر كوفي، وكلاهما أعور، فالذي معنا هو: هارون بن موسى الأعور أخرج له البخاري ومسلم.
وهناك هارون بن سعد الأعور أخرج له مسلم فقط.
وكلاهما في طبقة واحدة، وهذا كوفي وذاك بصري.
وهارون بن موسى النحوي الأزدي العتكي مولاهم البصري، ثقة، عالم بالقراءات، لكنه رمي بالقدر.
وهارون بن سعد الأعور رمي بالرفض.
يعني: كلاهما مرمي بشيء.
وهكذا نفرق بينهم بالرواة وبالشيوخ والتلاميذ، وهذا رمي بالرفض، ولذا ليس من الإنصاف أن ترد أقوال المبتدعة، إنما الإنصاف إذا وافق قولهم الحق قبلناه، ومثله إذا وافق قول الكفار الحق قبلناه، وهذا مذهب السلف.
والمبتدع يقبل قوله بشروط: الشرط الأول: ألا تكون بدعته مكفرة.
الشرط الثاني: ألا يكون داعية إلى بدعته.
أي: لا يكون رائداً في البدعة.
الشرط الثالث: ألا تكون روايته خادمة لبدعته قط.
والكلام فيه تفصيل، لكن على أية حال يكفي هذا.
قال: [حدثنا شعيب بن الحبحاب -وهو أبو صالح البصري - عن أنس قال: (كان النبي عليه الصلاة والسلام يدعو بهؤلاء الدعوات: اللهم إني أعوذ بك من البخل والكسل وأرذل العمر)].
أي: أن يرد إلى عمر طويل جداً فيعجز معه عن خدمة نفسه.
قال: [(وعذاب القبر، وفتنة المحيا والممات)].