وأول بدعة ظهرت في هذه الأمة هي بدعة الخوارج الذين خرجوا على علي بن أبي طالب، وقد خرج زعيمهم على النبي عليه الصلاة والسلام، وهو ذو الخويصرة التميمي، عندما دخل على النبي عليه الصلاة والسلام وهو يقسم ذهبية أتت إليه من اليمن من عند علي بن أبي طالب، فقال:(يا محمد! اعدل، قال: ويحك، ومن يعدل إذا لم أعدل؟).
وقد كان هذا أول خروج على الجناب النبوي، وهذه جرأة عجيبة وتبجح، ولذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام:(سيخرج من ضئضئ هذا من يقاتل المسلمين)، أو قال:(من تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم وصيامكم إلى صيامهم، ثم قال: يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ولئن لقيتهم لأقتلنهم).
ثم خرج أبناء ذلك الرجل التميمي ذي الخويصرة على علي بن أبي طالب وغيره، وقاتلوا المسلمين في عدة مواقع في الجمل وصفين وغيرها، وكانت لهم علامات وأمارات عرفوا بها، والنبي صلى الله عليه وسلم حددهم ووصفهم بأوصاف وأمارات، فظهروا بهذه العلامات التي وصفهم بها النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:(سيخرج من ضئضئي هذا قوم تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم وصيامكم إلى صيامهم).
أي: أنهم أصحاب عبادة، وقال كذلك:(يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم -أو قال: حناجرهم-).