قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثنا أبي عن العلاء بن خالد الكاهلي، عن شقيق وهو شقيق بن سلمة الكوفي، أبو وائل، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يؤتى بجهنم يومئذ -أي يوم القيامة- لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها)].
قوله:(يؤتى بجهنم): هذا يدل على أن جهنم تغدو وتجيء، وأنها تجيء حتى تلتهم أهلها الذين أعدوا لها، وخلقوا لها، وكذلك الجنة، كما قال الله تعالى:{وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ}[الشعراء:٩٠].
أي: وقربت الجنة، فالجنة تقرب من أهلها حتى يدخلوا فيها، والنار كذلك يقربون منها حتى يدخلوا فيها، وفي الغالب أن كلمة (يقرب) تكون في موضع الإكرام، فالإكرام يقرب للضيف، ولذلك فإن من السنة أن يقرب الطعام إلى الضيف ولا يوضع في مكان ثم يدعى الضيف أن ينتقل إليه، ولذلك فإن إبراهيم عليه الصلاة والسلام قرب لأضيافه عجلاً حنيذاً للأكل منه.
(يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام).
والزمام هو الشيء الذي يتحكم فيه الساحب.
(كل زمام يجره سبعون ألف ملك).
هذا يدل على عظم النار وسعتها وشدتها، سبعون ألف ملك في سبعين ألف ملك، والناتج سيكون عدداً هائلاً، وإنما ذلك لعظمها وشدتها.