[معنى حديث (عصيبة من المسلمين يفتتحون البيت الأبيض)]
قوله عليه الصلاة والسلام:(عصيبة من المسلمين يفتتحون البيت الأبيض بيت كسرى أو آل كسرى).
المعلوم أن كسرى لقب لمن تولى أمر فارس، وقيصر أمر الروم، فهل المراد بهذا الحديث ظاهره:(عصيبة من المسلمين يفتتحون البيت الأبيض بيت كسرى أو آل كسرى)؟ ثبت في البخاري من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، والذي نفسي بيده لتنفقن أموالهم في سبيل الله عز وجل) وهذا مؤذن بفتح البلدين.
أما بلاد فارس فقد فُتحت ودخلها الإسلام في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولكنها تحتاج إلى فتح جديد الآن، وتحتاج إلى نشر السنة فيها بعد أن نشروا التشيّع، وانتشرت البدع هناك؛ حتى غلب على أهل هذه البلاد المروق والخروج من دين الإسلام بالكلية، ومن تولى فيهم زعامة دينية هو أقرب إلى الكفر منه إلى الإيمان، خلافاً للشعب فإنه تبع لكل ناعق.
فإذا كان ظاهر هذا الحديث هو المراد فنتوقف عند الظاهر، ونقول: إن عصابة قليلة من المسلمين يفتتحون هذه البلاد في آخر الزمان كما افتتحت في أول الزمان، وربما يكون المقصود بالفتح: هو الفتح الأول الذي حصل في زمن عمر، وربما لا يكون هذا الظاهر مراداً للنبي عليه الصلاة والسلام، وهذا من عندي وهو قابل للثبوت والرد، فقد يكون هذا الحديث معناه: أن عصابة من المسلمين يفتحون الأرض كلها حتى يفتحون البيت الأبيض في أمريكا، ويفتحون بلاد فارس، ويفتحون بلاد الروم، ويفتحون سائر البلدان وهم عصابة قليلة من الأمراء والوجهاء والسلاطين من قريش، وفي هذا بشارة عظيمة بسقوط دولة الروم، وسقوط أعظم قوة تحمل الصليب في العالم اليوم وهي دولة أمريكا، وهذا كلام قابل للرد، وليس اعتقاداً جازماً عندي.
قال:(وإذا أعطى الله أحدكم خيراً فليبدأ بنفسه) وهذا تماماً كما في قوله عليه الصلاة والسلام: (ابدأ بنفسك ثم بمن تعول) إذا أعطاك الله خيراً فأنعم على نفسك ومن على نفقتك، ووسّع على نفسك وعلى من تعول؛ ولذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام:(وأفضل الصدقة ما كان عن ظهر غنى) أي: ما فضل عن حاجتك.
وقوله:(أنا الفرط على الحوض) عليه الصلاة والسلام، والفرط والفارط هو: الذي يتقدم القوم إلى الماء ليهيئ لهم ما يحتاجون إليه.