للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[شرح روايات وطرق أخرى لحديث البراء فيما يقال عند النوم]

قال: [وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا عبد الله -وهو ابن إدريس الأودي أبو محمد الكوفي - قال: سمعت حصيناً -وهو حصين بن عبد الرحمن السلمي أبو الهذيل الكوفي - عن سعد بن عبيدة عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر هذا الحديث، غير أن منصوراً -أي: في الطريق الأول- أتم حديثاً].

يعني: حديثه أطول من هذا الحديث.

[وزاد في حديث حصين -أي: من طريقه-: (وإذا أصبح أصاب خيراً)].

يعني: إذا نام على هذه الكلمات وعلى هذه الهيئة والكيفية فإذا مات من ليلته مات على الفطرة.

أي: على فطرة الإسلام والتوحيد، (وإذا أصبح أصاب خيراً) يعني: وفق لفعل الخير.

قال: [وحدثنا محمد بن مثنى حدثنا أبو داود -وهو أبو داود الطيالسي - حدثنا شعبة -وهو ابن الحجاج العتكي البصري - ح وحدثنا ابن بشار -وهو محمد بن بشار المعروف بـ بندار - حدثنا عبد الرحمن وأبو داود -وعبد الرحمن هو ابن مهدي، وأبو داود الطيالسي - قالا -أي كلاهما-: حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة قال: سمعت سعد بن عبيدة يحدث عن البراء بن عازب: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر رجلاً إذا أخذ مضجعه من الليل) وفي طريق منصور قال: (يا براء! إذا أخذت مضجعك)، ولا يمنع أن يكون هذا القول وجه لغير البراء في حضرة البراء، كما أنه لا يمنع أن يكون البراء هو الذي سأل ماذا يقول وماذا يفعل إذا أراد أن ينام، فبين له ذلك النبي عليه الصلاة والسلام.

فهذا الحديث ورد في نوم الليل؛ لقوله: (إذا أخذ مضجعه من الليل)، يعني: في الليل، وأما في نوم النهار فلا، ولقوله في الرواية الأولى: (فإن مت من ليلتك).

فهذا يدل على أنه نوم الليل وإن لم يصرح في أول الرواية بأنه نوم الليل.

قال: [(أن يقول: اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وألجأت ظهري إليك، وفوضت أمري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبرسولك الذي أرسلت)].

وهنا قال: (وبرسولك الذي أرسلت).

وهذا يدل على تعدد الحوادث؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام أنكر على البراء قوله: (وبرسولك الذي أرسلت)؛ لأنه علمه وبنبيك الذي أرسلت، ثم علم النبي عليه الصلاة والسلام غير البراء رواية: (وبرسولك الذي أرسلت).

والمعلوم قطعاً أن كل رسول نبي وليس العكس، فليس كل نبي رسولاً، فالرسالة أعم من النبوة؛ ولذلك أراد النبي عليه الصلاة والسلام أن يوقف البراء على حقيقة لفظه الذي أراد أن يعلمه إياه، فلما أخطأ في ذلك رده وأنكر عليه، والنبي عليه الصلاة والسلام قد شهد له القرآن والسنة أنه رسول نبي.

قال: [(فإن مات مات على الفطرة)].

ولم يذكر ابن بشار في حديثه: (من الليل)].

قال: [وحدثنا يحيى بن يحيى قال: أخبرنا أبو الأحوص -وهو سلام بن سليم الحنفي - عن أبي إسحاق -وهو السبيعي - عن البراء بن عازب قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل: يا فلان! إذا أويت إلى فراشك)].

أي: إذا ذهبت إلى فراشك.

أي: فراش نومك.

[بمثل حديث عمرو بن مرة].

وفسرناه بالنوم لأنه مذكور في الرواية الصريحة، والغالب لا يؤخذ به إلا عند الخلاف، فإذا جاءت الرواية توقفنا عندها.

[غير أنه قال: (وبنبيك الذي أرسلت، فإن مت من ليلتك مت على الفطرة، وإن أصبحت أصبت خيراً)].

أي: وإن أصبحت حياً لم تمت فإن الله تعالى يوفقك إلى فعل الخير.

[وحدثنا ابن المثنى وابن بشار -وهما محمد بن المثنى ومحمد بن بشار - وهما فرسا رهان في السبق والعلم والفضل وغير ذلك من أعمال البر والخير، والرواية كذلك.

[قالا: حدثنا محمد بن جعفر -وهو المعروف بـ غندر البصري - حدثنا شعبة عن أبي إسحاق -وهو السبيعي - أنه سمع البراء بن عازب يقول: (أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً)، بمثله ولم يذكر: (وإن أصبحت أصبت خيراً)].