قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا عمرو الناقد وزهير بن حرب قالا: حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد - وهو مجاهد بن جبر المكي -عن أبي معمر عن عبد الله قال:(انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بشقتين -يعني: فلقتين- فقال النبي عليه الصلاة والسلام: اشهدوا)].
أي: انظروا إلى القمر وقد انشق.
قال: [حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وإسحاق بن إبراهيم جميعاً عن أبي معاوية - محمد بن خازم الضرير - وحدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي، كلاهما عن الأعمش ح وحدثنا منجاب بن حارث التميمي واللفظ له، أخبرنا علي بن مسهر عن الأعمش عن إبراهيم عن أبي معمر عن عبد الله بن مسعود قال:(بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى)].
وفي رواية: [(بمكة)].
ولا تعارض بين الروايتين، وليست الروايتان تدلان على انشقاق القمر مرتين في زمنه عليه الصلاة والسلام، والجمع بينهما: أن منى من مكة، فقول الراوي:(كنا معه بمنى) أي: كنا معه بمكة.
قال: [(إذ انفلق القمر فلقتين - يعني: شقتين - فكانت فلقة وراء الجبل، وفلقة دونه، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: اشهدوا)].
يعني: انشق القمر فلقتين: فلقة منه سقطت حتى واراها جبل حراء، والثانية كانت فوق الجبل، وهم ينظرون إليها.
قال: [حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبي معمر عن عبد الله بن مسعود قال: (انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقتين، فستر الجبل فلقة -وهي التي ذهبت خلف الجبل- وكانت فلقة فوق الجبل -أي: ينظرون إليها- فقال النبي عليه الصلاة والسلام: اللهم اشهد)].
وفي رواية ابن أبي عدي قال: [(اشهدوا اشهدوا)] يعني: انظروا يا معشر قريش! [حدثني زهير بن حرب وعبد بن حميد قال: حدثنا يونس بن محمد حدثنا شيبان -وهو النحوي - قال: حدثنا قتادة عن أنس: (أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية)].
إذاً: السبب هو: أن أهل مكة قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: أرنا آية، فهم هنا كبني إسرائيل حينما طلبوا ذلك من موسى وعيسى.