الذي يروي عن ابن سيرين هو هشام بن حسان الأزدي، وهشام بن عروة يروي كذلك عن ابن سيرين، لكنه هنا هشام بن حسان عن ابن سيرين، وإن كان هشام بن حسان في مرتبة الصدق والأمانة ولم يرتق إلى مرتبة الثقة أو الحافظ، إلا أنه من أثبت الناس في ابن سيرين.
[قال هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال:(لا تسبوا الدهر)].
وهذا حديث نبوي، وليس حديثاً قدسياً.
[قال:(لا تسبوا الدهر، فإن الله هو الدهر)].
هذا نهي من النبي عليه الصلاة والسلام؛ لأن الله هو الدهر.
وفي الرواية الأولى:(قال الله عز وجل: لا يقولن أحدكم: يا خيبة الدهر؛ فإن الله هو الدهر).
وعند أحمد من حديث أبي هريرة كذلك أن النبي عليه الصلاة والسلام قال:(لا تسبوا الدهر؛ فإن الله عز وجل قال: أنا الدهر، الأيام والليالي لي أجددها وأبليها).
أي: ملك لي وهي بيدي.
أجددها وأبليها.
يعني: تجديدها بالليل بعد النهار والنهار بعد الليل، وهذا بيد الله عز وجل ومن صنعه وخلقه، فليس أحد يملك ذلك إلا الله.
ومعنى أبليها.
يعني: أفنيها وأنهيها.
ثم قال عليه الصلاة والسلام:(وآتي بملوك بعد ملوك) وهذا بقية الحديث.
أي: يذهب ملوك ويأتي من بعدهم ملوك آخرون إلى قيام الساعة.