قال: [(ورأيتك تلبس النعال السبتية)]، والسبتية: هي النعال التي لا شعر فيها، والنعال التي نلبسها نحن لا شعر لها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:(أيما إهاب دبغ فقد طهر).
والإهاب هو الجلد قبل الدباغ فإذا دبغ صار جلداً طاهراً، والدباغ نوعان: إما دباغ من الداخل والخارج، وإما من الداخل من موضع اللحم، فإذا كان الدباغ من الداخل والخارج؛ فإن الدباغ يطهر اللحم والخارج يزيل الشعر، فإذا دبغ الجلد على هذا النحو سمي: دباغاً سبتية، وهذا نوع من الدباغ كان في الطائف، ويصنعون منه النعال، وهذا كان ملبس أهل الرفاهية، ولذلك لا يتناسب لبس النعال بالمقابر، ولذلك جاء في الصحيح أن النبي عليه الصلاة والسلام لما رأى رجلاً يلبس هاتين النعلين بين القبور قال:(يا صاحب السبتيتين ألق عنك سبتيتيك).
قال العلماء: يكره لبس النعال في داخل المقابر، لأنه لا يتناسب مع هذا المقام؛ فإن المرء يدخل هذه الأماكن ذليلاً خاشعاً مطمئناً مخبتاً، والنبي عليه الصلاة والسلام كان يلبس النعال التي لا تدبغ من الخارج، وكان هذا ملبس رسمي عند العرب، وليس ملبس أهل الرفاهية.
والنبي عليه الصلاة والسلام هو أكثر الخلق تواضعاً وإخباتاً لله عز وجل، وهذا خلقه عليه الصلاة والسلام في كل باب من أبواب الأخلاق والآداب والسلوك.