[روايات وطرق أخرى لحديث باب غزوة فتح مكة]
قال: [وحدثنيه عبد الله بن هاشم حدثنا بهز -وهو ابن أسد العمي - حدثنا سليمان بن المغيرة بهذا الإسناد.
وزاد في الحديث (ثم قال بيديه إحداهما على الأخرى: احصدوهم حصداً)] أي: اقتلوهم قتلاً.
[وقال في الحديث: (قالوا: قلنا ذاك يا رسول الله؟! قال: فما اسمي إذاً؟ كلا.
إني عبد الله ورسوله)].
قال: [حدثني عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي حدثنا يحيى بن حسان حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا ثابت عن عبد الله بن رباح قال: وفدنا إلى معاوية بن أبي سفيان وفينا أبو هريرة، فكان كل رجل منا يصنع طعاماً يوماً لأصحابه، فكانت نوبتي فقلت: يا أبا هريرة! اليوم نوبتي، فجاءوا إلى المنزل ولم يُدرك طعامنا.
أي: أن الطعام لم يكن جاهزاً بعد.
قال: فقلت: يا أبا هريرة! لو حدثتنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يُدرك طعامنا.
فقال: (كنا مع رسول الله عليه الصلاة والسلام يوم الفتح، فجعل خالد بن الوليد على المجنبة اليمنى، وجعل الزبير على المجنبة اليسرى، وجعل أبا عبيدة بن الجراح على البياذقة -والبياذقة: هي الراجلة الذين لا دروع معهم- وبطن الوادي -أي: الراجلة الذين يمشون في بطن الوادي- فقال: يا أبا هريرة! ادع لي الأنصار، فدعوتهم فجاءوا يهرولون فقال: يا معشر الأنصار! هل ترون أوباش قريش؟ قالوا: نعم.
قال: انظروا.
إذا لقيتموهم غداً أن تحصدوهم حصداً، وأخفى بيده -أي: جعلها في الأرض إشارة على ألا يُبقوا منهم أحداً- ووضع يمينه على شماله وقال: موعدكم الصفا.
قال: فما أشرف يومئذ لهم أحد إلا أناموه)] أي: لم يرفع أحد رأسه إلا وقطعوه.
فقوله: (فما أشرف) أي: فما برز لهم أحد للقتال إلا قتلوه.
قال: [(وصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم الصفا، وجاءت الأنصار فأطافوا بالصفا، فجاء أبو سفيان فقال: يا رسول الله! أُبيدت خضراء قريش، لا قريش بعد اليوم.
قال أبو سفيان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن ألقى السلاح فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن.
فقالت الأنصار: أما الرجل فقد أخذته رأفة بعشيرته ورغبة في قريته، ونزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: قلتم: أما الرجل فقد أخذته رأفة بعشيرته ورغبة في قريته.
ألا فما اسمي إذاً؟!)] يريد أن يقول لهم أنا عبد الله ورسوله، أنا لست كآحاد الناس، يأخذ الميثاق ويغدر، ويعطي العهد ويغدر، فأنا عبد الله ورسوله.
قال: [(أنا محمد عبد الله ورسوله، هاجرت إلى الله وإليكم، فالمحيا محياكم، والممات مماتكم.
قالوا: والله ما قلنا إلا ضناً بالله ورسوله.
قال: فإن الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم)].