للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[بيان أن الجهاد من أفضل الأعمال عند الله]

قال: وعن أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل: (أي الأعمال خير وأفضل يا رسول الله؟! قال: إيمان بالله ورسوله.

قال: ثم أي؟ قال: ثم جهاد في سبيل الله، قيل: ثم أي؟ قال: حج مبرور).

وهذا الحديث في الصحيحين من حديث أبي ذر بدون ذكر الحج.

وعن سهل بن سعد الساعدي قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ساعتان لا تردان -أو قلما تردان- الدعاء عند النداء، وعند البأس).

عند النداء أي: بين الأذان والإقامة.

وعند البأس.

أي: عند التقاء العدو.

(يلحم بعضهم بعضاً).

أي: يلتقي الصفان والمعسكران.

وعن أبي عمرو الشيباني عن عبد الله بن مسعود قال: (سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي العمل أفضل؟ قال: الصلاة لوقتها.

قلت: ثم أي؟ قال: بر الوالدين.

قلت: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله عز وجل).

وعن ماعز قال: (سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله.

قال: ثم أي عمل يا رسول الله! أفضل؟ قال: الجهاد في سبيل الله).

وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: (بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل فقال: يا رسول الله! أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله وتصديق بكتابه وجهاد في سبيله).

وفي رواية: (إيمان بالله وتصديق به وجهاد في سبيله).

وفي رواية: (إيمان بالله وتصديق برسوله وجهاد في سبيله) فهذه أفضل الأعمال.

وعن عبد الله بن حبشي الخثعمي رضي الله عنه: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل: أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان لا شك فيه، وجهاد لا غلول فيه).

والغلول هو: الأخذ من الغنيمة قبل أن يوزعها الإمام، وهي كبيرة من الكبائر وإن غل عوداً من أراك، قال الله تعالى {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران:١٦١].

وعن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (يا رسول الله! علمني عملاً يعدل الجهاد) أي: أخبرني بعمل يساوي الجهاد في الفضل.

فقال النبي عليه الصلاة والسلام: (لا أجده) ليس هناك عمل أفضل من الجهاد.

قال: (هل تستطيع إذا خرج المجاهد للقتال أن تدخل أنت في محرابك ومسجدك فتقوم لا تفتر، وتصوم لا تفطر؟ قال: لا أستطيع).

قال أبو هريرة: إن فرس المجاهد ليستن في طوله.

يستن: أي: يذهب ويجيء في طوله -أي: الحبل- فرس المجاهد المربوط لا يزال في مربطه يروح ويجيء، فإن هذا الرواح وهذا الغدو لهذا الفرس كله في سبيل الله وفي صحيفة حسنات صاحبه، حتى عدو الفرس وطعامه وبوله وشرابه وروثه كل ذلك في صحيفة حسنات صاحبه.

قال أبو هريرة: إن فرس المجاهد ليستن في طوله فتكتب له الحسنات.

أي: تكتب لصاحبه الحسنات.

وعن أبي هريرة: (أن رجلاً قال: يا رسول الله! أي الأعمال أفضل؟ قال: الإيمان.

قال: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله).

وعنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إن مثل المجاهد في سبيل الله كمثل القائم الصائم).

القائم الذي لا يفتر، الصائم الذي لا يفطر.

قال: (إن مثل المجاهد في سبيل الله كمثل القائم الصائم الخاشع الراكع الساجد).

تصور أن المجاهد الذي يجاهد ولو ما بين الأذان والإقامة لا يعدل جهاده إلا رجل يقوم فلا يفتر ولا يمل، ويصوم فلا يفطر.

ومن حديث أبي هريرة قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: (ما يعدل الجهاد في سبيل الله عز وجل؟ قال: لا تستطيعوه، فأعادوا عليه مرتين أو ثلاثاً كل ذلك يقول: لا تستطيعوه، وقال في الثالثة: مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله لا يفتر من صيام ولا صلاة حتى يرجع المجاهد من الجهاد في سبيل الله عز وجل).

فتصور أن هؤلاء الذين وقفوا على هذه الثغور في بلاد الإسلام، الواحد منهم بوقوفه فقط وأدائه للفرائض فقط مع رباطه في هذا الثغر يساوي منا أن نقوم أعمارنا فلا نفتر، وأن نصوم نهارنا جميعاً فلا نفطر، وهذا يدل على شرف الجهاد في سبيل الله عز وجل.

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه (أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! أي الناس أفضل؟ قال: مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله).

وكل حديث من هذه الأحاديث قد ورد بروايات متعددة واللفظ واحد.