للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[شرح روايات وطرق أخرى لحديث عائشة: (اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت)]

قال: [وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.

وهو الكوفي، الإمام الكبير صاحب المصنف -وأبو كريب - وهو محمد بن العلاء الهمداني قالا: حدثنا عبد الله بن إدريس عن حصين -وهو ابن عبد الرحمن السلمي أبو الهذيل الكوفي - عن هلال بن يساف عن فروة بن نوفل، قال: (سألت عائشة عن دعاء كان يدعو به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كان يقول: اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل)].

أما قول فروة بن نوفل: (سألت عائشة عن دعاء كان يدعو به) يعني: يستمر على الدعاء عليه، ويواظب عليه.

ومن الأخطاء الفادحة جداً: تحريف الكلم عن مواضعه بغير قصد، أما إذا كان بقصد فهذا كفر بواح؛ وهو أني سمعت أحد الخطباء يقول: كان النبي عليه الصلاة والسلام يقول: (اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملتَ ومن شر ما لم أعمل).

فالنسبة لفعل الشر هنا لله عز وجل، وهذا بلا شك خطأ فادح جداً وإن لم يكن مقصوداً، لكن على أية حال يقلب المعنى رأساً على عقب، كما لو قال في الصلاة: صراط الذين أنعمتُ عليهم، مع أن الآية: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ} [الفاتحة:٧] وهذا بلا شك تحريف للكلم، وهذا الذي يسميه أهل العلم اللحن الجلي الذي تبطل به الصلاة؛ لأنه يغير المعنى تماماً، ولذلك تبطل به صلاة الإمام وصلاة المأمومين كذلك.

[حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار] ومحمد بن المثنى ومحمد بن بشار كلاهما فرسا رهان عالمان جليلان، وفي كل وجوه الترجيح يثبت أنهما سواء، فهما في جهة العدالة سواء بغير ترجيح، وفي جهة الضبط والإتقان سواء بغير ترجيح، وهذا الذي يسميه العلماء كفرسي رهان.

يعني: أن الفرسين ينطلقان سوياً ويصلان سوياً في توقيت واحد، فكذلك محمد بن المثنى العنزي البصري أبو موسى ومحمد بن بشار المعروف بـ بندار، هما كفرسي رهان، يعني: ليس بينهما أي وجه من وجوه الترجيح؛ لأنهما في كل زاوية من زوايا الترجيح سواء.

قال: [حدثنا ابن أبي عدي -وهو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي - ح وحدثنا محمد بن عمرو بن جبلة حدثنا محمد يعني: ابن جعفر كلاهما عن شعبة]، محمد بن جعفر المعروف بـ غندر تلميذ شعبة بل وربيبه، لأن شعبة تزوج أمه بعد وفاة أبيه.

وقوله: كلاهما عن شعبة.

أي: ابن أبي عدي ومحمد بن جعفر، فـ ابن أبي عدي ومحمد بن جعفر كلاهما يرويان عن شعبة [عن حصين بهذا الإسناد].

أي: بالإسناد السابق مثله تماماً.

غير أن محمد بن جعفر في حديثه: (ومن شر ما لم أعمل).

[وحدثنا عبد الله بن هاشم] وهو ابن حيان العبدي أبو عبد الرحمن الكوفي، سكن نيسابور.

[حدثنا وكيع -هو ابن الجراح العتكي الكوفي - عن الأوزاعي عبد الرحمن بن عمرو عن عبدة بن أبي لبابة عن هلال بن يساف عن فروة بن نوفل عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه: (اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت، وشر ما لم أعمل)].