[شرح حديث سهل بن سعد في ذكر جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد]
قال: [حدثنا يحيى بن يحيى التميمي حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم - أبو حازم هو سلمة بن دينار - عن أبيه أنه:(سمع سهل بن سعد الساعدي يسأل عن جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد؟ فقال: جرح وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته)].
والرباعية: هو السن سواء كان في الفك العلوي أو السفلي قبل الناب وبعد القاطعين.
قال: [(وكسرت رباعيته، وهشمت البيضة على رأسه -وفي رواية: وكسرت البيضة- على رأسه، فكانت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تغسل الدم، وكان علي بن أبي طالب يسكب عليها بالمجن، فلما رأت فاطمة أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة أخذت قطعة حصير فأحرقته حتى صار رماداً، ثم ألصقته بالجرح فاستمسك الدم)] فهذا طب قديم وهو أحسن من الطب الحديث.
أي: أنها ظلت تغسل الجرح، وكلما غسلته زاد نزيفاً، فأتت بقطعة حصير ثم أحرقتها حتى صارت رماداً، فوضعتها على الجرح، فوقف الدم.
وهذا بقدرة الله.
قال: [حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب -يعني: ابن عبد الرحمن القاري - عن أبي حازم:(أنه سمع سهل بن سعد، وهو يسأل عن جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: أَمَ والله إني لأعرف من كان يغسل جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن كان يسكب الماء)] فالذي كان يغسل جرحه فاطمة، والذي كان يسكب الماء هو علي بن أبي طالب.
قال: [(وبماذا دووي جرحه؟)] دووي بقطعة الحصير.
[ثم ذكر نحو حديث عبد العزيز غير أنه زاد:(وجرح وجهه وقال (مكان هشمت): كسرت)].
قال: [وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم وابن أبي عمر جميعاً عن سفيان بن عيينة (ح) وحدثنا عمرو بن سواد العامري أخبرنا عبد الله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث المصري عن سعيد بن أبي هلال المصري.
وحدثني محمد بن سهل التميمي حدثني ابن أبي مريم حدثنا محمد -يعني: ابن مطرف - كلهم عن أبي حازم عن سهل بن سعد بهذا الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام.
في حديث ابن أبي هلال:(أصيب وجهه عليه الصلاة والسلام)، وفي حديث ابن مطرف:(جرح وجهه)].