قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة -إذا روى سعيد عن أبي هريرة فهو سعيد بن أبي سعيد - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الريح تميله)].
وفي رواية: [(تفيئه)]، أي: تميله، فهما لفظان معناهما واحد.
والفيء: هو ظل القائم إذا زالت الشمس، فلو جعلت شيئاً عمودياً على الأرض في وقت الظهيرة فإنه لا يكون له ظل إلا إذا زالت الشمس، والفيء هو ظل ما بعد الزوال، وأما ما قبل الزوال فلا يسمى فيئاً.
ومعنى الحديث: أن الريح تجعل للزرع فيئاً وظلاً لأنها تؤثر في صفاته، فتحركه وتميله.
قال: [(ولا يزال المؤمن يصيبه البلاء)].
والبلاء: سمة في الإيمان دائماًَ؛ ولذلك يضرب النبي عليه الصلاة والسلام المثل الأعلى للأنبياء وهم أفضل الخلق على الإطلاق، ومع هذا فهم أكثر الناس بلاءً؛ لإثبات السنة الكونية في أهل الصلاح، وأهل العلم، وأهل الاستقامة: أن البلاء يصب عليهم صباً، فإما أن تكون عندهم هفوات من الذنوب؛ فتكفرها هذه البلايا، وإما ألا يكون عندهم معصية ولا هفوة؛ فإذا كان الأمر كذلك فإن الله تعالى يبتليهم حتى يرفع درجتهم.