[إعلام الإمام كبار أصحابه بما يقع من الأمور المهمة]
وفي هذا الحديث كذلك إعلام الإمام والعالم كبار أصحابه بما يقع له من الأمور المهمة، والبعث إليهم لإعلامهم بذلك؛ ولذلك النبي عليه الصلاة والسلام حينما نزلت عليه الآيات التي تبشّره بهذا النصر أرسل إلى عمر، وأراد أن يُقدّم المعذرة بين يديه عليه الصلاة والسلام، وإلا كان بإمكانه أن يقول له: ما كان الأمر إلا شورى.
فالأمر شورى وليس ديمقراطية، فالديمقراطية ليست مذهباً شرعياً وإسلامياً، بل هو مذهب كفري؛ لأنها تعني: أن الحكم لغير الله؛ فتعريف الديمقراطية: حكم الشعب بالشعب، أي الناس هم الذين يحكمون بعضهم البعض، والله سبحانه وتعالى ليس له علاقة بالناس، فأين الحاكمية لله عز وجل؟ إذاً: كلمة الديمقراطية تعني: لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة، والدين في المساجد، وكان من قبل يقولون لنا: إن الدين النصراني داخل الكنيسة، فهو ليس له علاقة بالحياة، والآن تريد النصرانية الصليبية العالمية قتال الإسلام، وهذا دليل على كذبهم.
وأراد النبي عليه الصلاة والسلام بذلك تصبير الناس على الصلح، وإعلامهم بما يرجى بعده من الخير، فإنه يرجى مصيره إلى خير، وإن كان ظاهره في الابتداء مما تكرهه النفوس، كما كان شأن صلح الحديبية، وهذا الحديث من المعجزات.