للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[منشأ ضلال المعتزلة في قولهم بعدم خلق أفعال العباد]

وطائفة الاعتزال هي التي ابتدعت القول بأن العبد يخلق فعل نفسه، وقد تصدى لهم أهل السنة والجماعة، وبينوا ضلالهم في ذلك، وأطلقوا عليهم مجوس هذه الأمة، والشبهة التي أوقعتهم في ذلك وجعلتهم ينفون خلق الله لأفعال العباد ما رأوه من شر وعصيان؟ وكفر يقع في ملكوت الله عز وجل، فقالوا: كيف يريد الله عز وجل الكفر والشر والعصيان؟ فأرادوا بزعمهم تنزيه الله عز وجل عن ذلك، والذي أوقع المعتزلة في هذا الضلال هو أنهم لم يفرقوا بين الإرادة الشرعية والإرادة القدرية الكونية، ولذلك استعظموا جداً أن ينسب الشر إلى الله، فقالوا: إن الله عز وجل لم يخلق أفعال العبد أبداً، لا خير ولا شر، وكانوا يريدون القول بأن الله تعالى إنما خلق الخير فقط دون الشر، ولكنهم خافوا أن يطالبوا بالدليل على هذه التفرقة، فقالوا: إن الله تعالى لم يخلق أفعال العباد، وإنما الذي خلقها هو العبد نفسه، فانحرفوا عن عقيدة السلف الصالح، ولقد رد عليهم إمام أهل السنة والجماعة الإمام أحمد بن حنبل في رسالة تسمى السنة، وهي من أعظم الرسائل في الرد على هؤلاء؛ لأن المجوس قالوا بوجود إلهين أحدهما للخير والثاني للشر، ومن هنا لحقت المعتزلة بهم.

والله سبحانه وتعالى إله واحد، والإله له ذات، وهذه الذات متصفة بصفات الجلال والكمال.