[المنافق الذي لم يمتثل أمر النبي عليه الصلاة والسلام]
قال: [حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا قرة بن خالد عن أبي الزبير -وهو محمد بن مسلم بن تدرس - عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من يصعد ثنية المراري)].
والثنية: هي الطريق بين الجبلين، وهي عند الحديبية، وسميت ثنية المراري؛ لأنه كان فيها شجر مر الطعم.
قال: [(فإنه يحط عنه ما حط عن بني إسرائيل)].
يعني: من صعد هذه الثنية فإن الله عز وجل يحط عنه الخطايا كما حطها عن بني إسرائيل، ويغفر له ذنوبه.
قال: [(فكان أول من صعدها خيلنا -أي: خيل بني الخزرج- ثم تتام الناس)] يعني: ثم صعد جميع الناس.
[فقال النبي عليه الصلاة والسلام: (وكلكم مغفور له إلا صاحب الجمل الأحمر)].
وصاحب الجمل الأحمر ضاع منه جمله، فانشغل بالبحث عنه.
[فقيل له: (تعال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر لك، قال: والله لأن أجد ضالتي أحب ألي من أن يستغفر لي صاحبكم)].
ويا ليت جميع المنافقين في هذا الزمن يكون عندهم شجاعة أدبية فيقولون: نحن منافقون، فيريحونا، لكن في هذا الوقت الواحد منهم يقول كلاماً يكفره به من لا يتوقع كفره، ولا يختلف عليه اثنان، ومع هذا تجد من أهل العلم من يخالف ذلك.
فتجد إنساناً يأتي بأفعال الكفر، ويتقول أقوال الكفر، ويقول كلاماً لا يبقى معه أصل الإيمان عنده، ومع هذا تجد أن بعض أهل العلم يقول: هذا رجل مؤمن، وهذا كله بسبب الجهل بقضايا الإيمان والكفر.
قال: [(وكان رجل ينشد ضالة له)] يعني: يطلبها، قيل: إن هذا الرجل هو الجد بن قيس المنافق.
وفي رواية: [(من يصعد ثنية المُرار، أو المِرَار، أو المِرِار) بمثل حديث معاذ السابق غير أنه قال: (وإذا هو أعرابي جاء ينشد ضالة له)].