[باب لا يخبر بتلعب الشيطان به في المنام]
(باب: لا يخبر بتلعّب الشيطان به في المنام).
أي: إذا رأى أحدنا شيئاً يكرهه فإنما هو من الشيطان، فلا يخبر أحداً به؛ لأن هذا من إخبار الغير بتلعّب الشيطان.
[حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث وحدثنا ابن رمح أخبرنا ليث عن أبي الزبير عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لأعرابي جاءه فقال: (إني حلمت أن رأسي قُطع فأنا أتّبعه)] أي أنني رأيت في الرؤيا أن رأسي قُطع وأنا أجري خلفه أتبعه.
[(فزجره النبي صلى الله عليه وسلم وقال: لا تخبر بتلعب الشيطان بك في المنام)] أي: أن هذا من الشيطان فلا تخبرن به أحداً.
وفي رواية أبي سفيان عن جابر قال: [(جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله رأيت في المنام كأن رأسي ضُرب فتدحرج، فاشتددت على أثره)] أي: وأنا أعدو خلفه أطلبه.
[فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأعرابي: (لا تحدث الناس بتلعّب الشيطان بك في منامك)].
لكن لا بأس أن يحدث العالم كما حدث النبي صلى الله عليه وسلم.
[وقال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم بعد يخطب فقال: (لا يحدثن أحدكم بتلعّب الشيطان به في منامه).
وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو سعيد الأشج قالا: حدثنا وكيع -أي ابن الجراح العتكي الكوفي - عن الأعمش وهو سليمان بن مهران الكوفي عن أبي سفيان طلحة بن نافع عن جابر قال: (جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله رأيت في المنام كأن رأسي قُطع.
قال: فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال: إذا لعب الشيطان بأحدكم في منامه فلا يحدث به الناس).
وفي رواية أبي بكر: (إذا لُعب بأحدكم ولم يذكر الشيطان)]، قوله: (إذا لُعب) مبني للمجهول، وفاعله مسمى في الحديث الآخر وهو الشيطان.
يعني: إذا لعب الشيطان بأحدكم فلا يحدث به الناس.
يقول الإمام النووي: (قال المازري: يُحتمل أن النبي عليه الصلاة والسلام علم أن منامه هذا من أضغاث الأحلام -وهي التخاريف- بوحي أو بدلالة من المنام دلّته على ذلك، أو على أنه من المكروه الذي هو من تحزين الشيطان.
وأما العابرون الذين يعبرون ويفسّرون الرؤى والأحلام فيتكلمون في كتبهم على قطع الرأس ويجعلونه دلالة على مفارقة الرائي ما هو فيه من النعم).
ففي تفسير الأحلام مثلاً لـ ابن سيرين يفسر قطع الرأس بمعنى أنه يزول عنك النعيم الذي أنت فيه.