والمرتبة الرابعة: مرتبة الخلق، أي: مرتبة خلق أفعال العباد، وهذه المرتبة من المراتب التي اشتبهت على بعض الناس، وضلت فيها المعتزلة، الذين قالوا بعدم خلق أفعال العباد، أي: أن الله تعالى لا دخل له في خلق أفعال العبد، وأن العبد يخلق فعله.
وهؤلاء أكثر من الثنوية ضلالاً، وأكثر ضلالاً من الذين قالوا بوجود إله للخير وإله للشر، لأنهم نفوا تماماً الخلق عن الله عز وجل، وقالوا: إن الله تعالى لا دخل له أبداً بخلق هذه الأفعال، وإنما الذي خلقها هو العبد.
فالذي يقول بأن العبد يخلق فعله لازم كلامه أن هناك آلهة متعددة، وإذا كان العبد هو الذي يخلق فعله لكان كل مخلوق خالقاً في الوقت نفسه، وهذا يرد عليه بمعتقد أهل السنة المستند إلى أدلة كثيرة، منها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(إن الله تعالى خالق كل صانع وصنعته)، أي: وما يعمل، أي: أن الله تعالى خالق كل مخلوق وما يصدر عن هذا المخلوق من أعمال وأقوال.