للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[اتخاذ العرب لهبل]

وكذلك هبل كان من آلهة العرب، قال ابن هشام: هبل عندهم أعظمها- أي: أعظم آلهة العرب هبل، وكان من عقيق أحمر، يعني: من الأحجار الثمينة على صورة إنسان، وكان مكسور اليد اليمنى، وهكذا أدركته قريش، وجعلوا له يداً من ذهب، وكان في جوف الكعبة وفي قدامه قداح، وكانوا إذا أرادوا أمراً من السفر وغيره أتوه فاستقسموا عنده بتلك القداح، وهذا معروف عند العرب بثالثة الأثافي، وهو مشهور عند العرب أو في كتب الأمثال العربية.

وقصة ثالثة الأثافي أنه كان الواحد منهم يذهب إلى هبل فيطوف به، وتلك عبادته في البيت الحرام، ويكون عنده ثلاثة أحجار اتخذها آلهة في بيته يعبدها، يضعها في كل مكان في البيت، يعبدها هو ومن دخل البيت، وكان هذا من إكرام الضيف وتحية الداخل، وكان إذا أراد أن يسافر يقرع بين هذه الآلهة في بيته، والذي تخرج عليه القرعة يأخذه معه؛ لأجل أنه إذا نزل من سفر يتمكن من عبادته، وكانت الأحجار من الأثافي، وهذا ثالثة الأثافي الذي وقفت عليه القرعة وأخذه معه، فمعنى المثل: أنك وقعت في بلوى عظيمة جداً كثالثة الأثافي.