قوله تعالى:{فأرسله معي ردءًا} أي معينًا (كي يصدقني) فرعون بأن يلخص بلسانه الفصيح وجوه الدلائل ويجيب عن الشبهات ويجادل به الكفار، وليس المراد أن يقول هارون له صدقت. وقال السدي: التقدير كما يصدقني. (ويقال): في تفسير ردءًا (مغيثًا) بالغين المعجمة والمثلثة من الإغاثة (أو معينًا) بالعين المهملة والنون من الإعانة ({يبطش ويبطش}) بضم الطاء وكسرها لغتان في قوله تعالى: {فلما أن أراد أن يبطش}[القصص: ١٩] لكن الكسر هو قراءة الجمهور ({يأتمرون}) في قوله تعالى: {إن الملأ يأتمرون}[القصص: ٢٠] أي (يتشاورون) وإنما سمي التشاور ائتمارًا لأن كلاًّ من المتشاورين يأمر الآخر ويأتمر. (والجذوة) في قوله تعالى: {أو جذوة من النار}[القصص: ٢٩] هي (قطعة غليظة من الخشب ليس لها) كذا في الفرع والذي في أصله فيها (لهب). قال ابن مقبل:
باتت حواطب ليلى يلتمسن لها ... جزل الجذا غير خوار ولا دعر
الخوار: الذي يتقصف، والدعر: الذي فيه لهب، وقيل الذي في رأسه نار. قال في اللباب وهو المشهور. قال السلمي:
حمى حب هذي النار حب خليلتي ... وحب الغواني فهو دون الحباحب
وبدّلت بعد المسك والبان شقوة ... دخان الجذا في رأس أشمط شاحب
وقد ورد ما يقتضي وجود اللهب فيه قال:
وألقى على قيس من النار جذوة ... شديدًا عليها حميها والتهابها
وقيل: الجذوة العود الغليظ سواء كان في رأسه نار أو لم يكن، وليس المراد هنا إلا ما في رأسه نار.
({سنشد})[القصص: ٣٥] أي (سنعينك) ونقويك (كلما عززت شيئًا) بعين مهملة وزايين معجمتين الأولى مشددة والأخرى ساكنة (فقد جعلت له عضدًا) يعضده (وقال غيره): غير ابن عباس (كلما لم ينطق بحرف، أو) نطق به و (فيه تمتمة) بفوقيتين وميمين تردّد في النطق بالتاء المثناة الفوقية (أو فأفأة) بالفاءين والهمزتين تردد في النطق بالفاء (فهي {عقدة}) أشار به إلى قوله: {واحلل عقدة من لساني}[طه: ٢٧]{يفقهوا قولي} قال في الأنوار: فإنما يحسن التبليغ من البليغ وكان في لسانه رنة من جمرة أدخلها فاه، وذلك أن فرعون حمله يومًا فأخذ لحيته ونتفها فغضب وأمر بقتله فقالت له آسية: إنه صبي لا يفرّق بين الجمر والياقوت فأحضرا بين يديه فأخذ الجمرة ووضعها في فيه، واختلف في زوال العقدة كلها فمن قال به تمسك بقوله تعالى:{قد أوتيت سؤلك يا موسى} ومن لم يقل احتج بقوله تعالى: {هو أفصح مني لسانًا} وقوله تعالى: {لا يكاد يبين} وأجاب عن الأول بأنه لم يسأل حل عقدة لسانه مطلقًا بل عقدة تمنع الإفهام، ولذلك نكرها، وجعل (يفقهوا) جواب الأمر، ومن لساني يحتمل أن يكون صفة عقدة وأن يكون صلة احلل اهـ.
({أزري})[طه: ٣١] في قوله: {أشدد به أزري} أي {ظهري} قاله أبو عبيدة.
({فيسحتكم})[طه: ٦١] بعذاب أي (فيهلككم) ويستأصلكم به ({المثلى})[طه: ٦٣] في قوله تعالى: {ويذهبا بطريقتكم المثلى}(تأنيث الأمثل، يقول: بدينكم) المستقيم الذي أنتم عليه. وقال ابن عباس: بسراة قومكم وأشرافهم، وقيل أهل طريقتكم المثلى وهم بنو إسرائيل (يقال: خذ المثلى) منهما للأُنثيين (خذ الأمثل) منهما إذا كان ذكرًا والمراد بالمثلى الفضلى. ({ثم ائتوا صفًّا})[طه: ٦٤] قال أبو عبيدة: أي صفوفًا قال وله معنى آخر (يقال: هل أتيت الصف اليوم؟ يعني المصلّى الذي يصلّى فيه). بفتح اللام المشددة فيهما أي ائتوا المكان الموعود، وقال غيره أي مصطفين لأنه أهيب في صدور الرائين. قيل: كانوا سبعين ألفًا مع كلٍّ منهم حبل وعصًا وأقبلوا عليه إقبالة واحدة ({فأوجس})[طه: ٦] في نفسه خيفة أي (أضمر) فيها (خوفًا) من مفاجأته على ما هو مقتضى الجبلة البشرية أو خاف على الناس أن يفتتنوا بسحرهم فلا يتبعوه (فذهبت الواو من {خيفة})[طه: ٦٧](لكسرة الخاء) فصارت ياء قاله أبو عبيدة