للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذكر فيها ما استخرج من القرآن العزيز مما جاء على أوزان البحور اتفاقًا.

فمن ذلك قوله مما هو من البحر الطويل:

أيا من طويل الليل بالنوم قصروا ... أنيبوا وكونوا من أناس به تاهوا

وإن شئتموا تحيوا أميتوا نفوسكم ... ولا تقتلوا النفس التي حرم الله

ومن البحر الوافر:

صدور الجيش يظفركم إله ... بوافر سهمكم بالكافرين

ويخزهمو وينصركم عليهم ... ويشف صدور قوم مؤمنين

ومن الكامل:

مات ابن موسى وهو بحر كامل ... فهناكمو جمع الملائك مشترك

يأتيكم التابوت فيه سكينة ... من ربكم وبقية مما ترك

ومن الرمل:

أيها الأرمل إن رمت عفافًا ... فتزوج من نساء خيرات

مسلمات مؤمنات قانتات ... تائبات عابدات سائحات

ومن مجزوّ الرمل:

أسعدوا المرمل تجزوا ... ذاك أولى ما تعدون

لن تنالوا البر حتى ... تنفقوا مما تحبون

ومن السريع:

يا أهل دين الله بشراكمو ... أقر مولاكم به عينكم

إذ أنزل الله على المصطفى ... اليوم أكملت لكم دينكم

ومن الخفيف:

لا تدع اليتيم يومًا وكن في ... شأنه كله رؤوفًا رحيما

أرأيت الذي يكذب بالدين ... فذلك الذي يدع اليتيما

ومن المضارع:

وضارع أهيل خير ... تنل من رب يقينا

جنانًا مزخرفات ... وهم فيها خالدون

ومن المجتث:

اجتث قلبي بذنبي ... والله خيرًا يريد

وكيف أخشى ذنوبي ... وهو الغفور الودود

وفي فتح الباري: جملة من الآيات من هذا المعنى، وكان الأولى بي ترك ذلك لكن جرى القلم بما حكم والله أسأل الرشاد إلى طريق السداد، وأن يختم لي بالإسلام والسنّة في عافية بلا محنة وأن يفر كربي.

٩١ - باب هِجَاءِ الْمُشْرِكِينَ

(باب) استحباب (هجاء المشركين) أي ذمهم في الشعر والهجاء والهجو بمعنى يقال هجوته بالواو ولا يقال هجيته بالياء.

٦١٥٠ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - قَالَتِ: اسْتَأْذَنَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِى هِجَاءِ الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «فَكَيْفَ بِنَسَبِى»؟ فَقَالَ حَسَّانُ: لأَسُلَّنَّكَ مِنْهُمْ كَمَا تُسَلُّ الشَّعَرَةُ مِنَ الْعَجِينِ.

وَعَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ذَهَبْتُ أَسُبُّ حَسَّانَ عِنْدَ عَائِشَةَ، فَقَالَتْ: لَا تَسُبُّهُ فَإِنَّهُ كَانَ يُنَافِحُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

وبه قال: (حدّثنا محمد) هو ابن سلام قال: (حدّثنا عبدة) بفتح العين المهملة وسكون الموحدة ابن سليمان قال: (أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة -رضي الله عنها-) أنها (قالت:

استأذن حسان بن ثابت) بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي ثم النجاري شاعر رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وأمه الفريعة بالفاء والعين المهملة مصغرًا خزرجية أيضًا أدركت الإسلام فأسلمت وبايعت. قال أبو عبيدة: فضل حسان الشعراء بثلاث: كان شاعر الأنصار في الجاهلية، وشاعر النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أيام النبوّة، وشاعر اليمن كلها في الإسلام، وكان يهجو الذين كانوا يهجون رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- واستأذن (رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في هجاء المشركين) ذمهم في شعره (فقال) له (رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: فكيف بنسبي) أي فكيف تهجوهم ونسبي فيهم فربما يصيبني شيء من الهجو (فقال حسان: لأسلنك منهم) لأتلطفن في تخليص نسبك من هجوهم بحيث لا يبقى جزء من نسبك فيما ناله الهجو (كما تسل الشعرة من العجين) فإنها لا يبقى عليها منه شيء وذلك بأن يهجوهم بأفعالهم وبما يختص عاره بهم.

والحديث مرّ في المغازي، وأخرجه مسلم

<<  <  ج: ص:  >  >>