للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بن نصر) الجهضمي الأزد البصري وسقط لأبي ذر ابن نصر قال: (أخبرنا أبو أحمد) محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمير بن درهم الزبير (عن سفيان) الثور (عن أبي إسحاق) عمرو بن عبد الله السبيعي (عن الأسود بن يزيد) النخعي (عن عبد الله) بن مسعود (-رضي الله عنه- أن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قرأ {فهل من مدكر}) [القمر: ١٥] بالإدغام والدال المهملة (مثل قراءة العامة). لا بفك الإدغام ولا بالمعجمة كما قريء في الشواذ وأصله مذتكر بذال معجمة مفتعل من الذكر فاجتمع حرفان متقاربان في المخرج والأول ساكن وألفينا الثاني مهموسًا فأبدلناه بمجهور يقاربه في المخرج وهو الدال المهملة ثم قلبت الذال دالاً وأدغمت في الدال المهملة.

فإن قلت: ما وجه المطابقة بين الحديث والترجمة؟ أجيب: من قوله في الآية الثانية وتذكيري بآيات الله والآية في شأن سفينة نوح والضمير في قوله: {ولقد تركناها} [القمر: ١٥] آية يعتبر بها إذ شاع خبرها واستمر، أو تركت حتى نظر إليها أوائل هذه الأمة.

وهذا الحديث أخرجه أيضًا في التفسير وأحاديث الأنبياء، ومسلم في الصلاة، وأبو داود في الحروف، والترمذي في القراءات، والنسائي في التفسير.

٤ - باب {وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ} -إِلَى- {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ} [الصافات: ٢٣]. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يُذْكَرُ بِخَيْرٍ. {سَلَامٌ عَلَى آلِ يَاسِينَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ} [الصافات: ١٣٠]. يُذْكَرُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ إِلْيَاسَ هُوَ إِدْرِيسُ.

هذا (باب) بالتنوين يذكر فيه قوله تعالى: ({وإن إلياس لمن المرسلين}) هو إلياس بن ياسين سبط هارون أخي موسى بعث بعده. وقال عبد الله بن مسعود فيما وصله ابن أبي حاتم هو إدريس وفي مصحفه وإن إدريس لمن المرسلين ({إذ قال لقومه ألا تتقون}) ألا تخافون الله في عبادتكم غيره {أتدعون بعلاً} أي أتعبدون صنمًا أو تطلبون الخير منه {وتذرون أحسن الخالقين الله ربكم ورب آبائكم الأولين} والمستحق للعبادة وحده لا شريك له {فكذبوه فإنهم لمحضرون} للعذاب يوم الحساب {إلا عباد الله المخلصين} من قومه أي الموحدين منهم وهو مستثنى من الواو في فكذبوه وهو استثناء متصل، وفيه دلالة على أن في قومه من لم يكذبه فلذلك استثنوا، ولا

يجوز أن يكون مستثنى من المحضرين لفساد المعنى لأنه يلزم حينئذٍ أن يكونوا مندرجين فيمن كذب، لكنهم لم يحضروا لكونهم عباد الله المخلصين وهو بين الفساد ولا يقال هو مستثنى منه استثناء منقطعًا لأنه يصير المعنى لكن عباد الله المخلصين من غير هؤلاء لم يحضروا ولا حاجة إلى هذا بوجه إذ به يفسد نظم الكلام ({وتركنا عليه في الآخرين}) [الصافات: ١٢٣ - ١٢٤ - ١٢٥ - ١٢٦ - ١٢٧ - ١٢٨ - ١٢٩] أي ثناء جميلاً.

(قال ابن عباس) فيما وصله ابن جرير (يذكر بخير) أي في الآخرين، ولأبي ذر بعد قوله: {ألا تتقون} إلى قوله {وتركنا عليه في الآخرين} إسقاط {أتدعون بعلاً} إلى آخر قوله {المخلصين} ({سلام على آل ياسين}) بفتح الهمزة ومدها وكسر اللام وفصلها من الياء وهي قراءة نافع وابن عامر ويعقوب أضافوا آل الذي هو بمعنى أهل إلى ياسين كآل إبراهيم، فهي على هذه القراءة كلمتان فيكون ياسين أبا إلياس وقراءة الباقين بكسر الهمزة وسكون اللام ووصلها بالياء كلمة واحدة جمع لإِلياس وجمع باعتبار أصحابه كالمهلبين في المهلب ({إنّا كذلك نجزي المحسنين}) أي إنما خصصناه بأن يذكر بخير لأجل كونه محسنًا ثم علل كونه محسنًا بقوله: ({إنه من عبادنا المؤمنين}) [الصافات: ١٣٠ - ١٣١ - ١٣٢].

(يذكر) بضم أوله بصيغة التمريض (عن ابن مسعود) -رضي الله عنه- فيما وصله عبد بن حميد وابن أبي حاتم بإسناد حسن (وابن عباس) -رضي الله عنهما- فيما وصله ابن جويبر في تفسيره بإسناد ضعيف (إن الياس هو إدريس) فيكون له اسمان، وفي مصحف ابن مسعود {وإن إدريس لمن المرسلين} وسبق أن الياس من ولد هارون أخي موسى عليهم السلام فعلى هذا فليس إدريس جدًّا لنوح لأنه من بني إسرائيل، والصحيح أن الياس غير إدريس لأن الله تعالى ذكره في سورة الأنعام حيث قال: (ونوحًا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان} إلى أن قال: {وعيسى والياس} [الأنعام: ٨٤ و٩٥] فدلّ على أن الياس من ذرية نوح وإدريس جد أبي نوح كما يأتي قريبًا إن شاء الله تعالى.

٥ - باب ذِكْرِ إِدْرِيسَ عَلَيْهِ السَّلَامُ. وَهوَ جَدُّ أَبِي نُوحٍ، وَيُقَالُ جَدُّ نُوحٍ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا}

(باب ذكر إدريس عليه) الصلاة و (السلام) بكسر ذال ذكر وضمها في اليونينية وسقط لفظ باب لأبي ذر (وهو جد أبي نوح) لأنه نوح بن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ وهو إدريس.

<<  <  ج: ص:  >  >>