﵄ (أن رسول الله ﷺ لم يكن فاحشًا) أي لم يكن متكلمًا بالقبيح (ولا متفحشًا) ولا متكلفًا للتكلم بالقبيح نفى عنه الفحش والتفوه به طبعًا وتكلفًا (وقال) أي النبي ﷺ:
(إن من أحبكم إليّ أحسنكم أخلاقًا) (وقال) ﵊: (استقرئوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود و) من (سالم مولى أبي حذيفة و) من (أبي بن كعب و) من (معاذ بن جبل) ﵃ كذا ساق المؤلّف هذا الحديث بزيادة صفة من صفاته ﷺ في أوله، والظاهر أن بعض الرواة تحمله كذلك فأورده المؤلّف كذلك، ومطابقة الحديث لا تخفى.
٣٧٦١ - حَدَّثَنَا مُوسَى عَنْ أَبِي عَوَانَةَ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ "دَخَلْتُ الشَّامَ فَصَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ يَسِّرْ لِي جَلِيسًا. فَرَأَيْتُ شَيْخًا مُقْبِلاً، فَلَمَّا دَنَا قُلْتُ: أَرْجُو أَنْ يَكُونَ اسْتَجَابَ اللهُ. قَالَ: مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟ قُلْتُ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، قَالَ: أَفَلَمْ يَكُنْ فِيكُمْ صَاحِبُ النَّعْلَيْنِ وَالْوِسَادِ وَالْمِطْهَرَةِ؟ أَوَ لَمْ يَكُنْ فِيكُمُ الَّذِي أُجِيرَ مِنَ الشَّيْطَانِ؟ أَوَ لَمْ يَكُنْ فِيكُمْ صَاحِبُ السِّرِّ الَّذِي لَا يَعْلَمُهُ غَيْرُهُ؟ كَيْفَ قَرَأَ ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ ﴿وَاللَّيْلِ﴾ فَقَرَأْتُ ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى﴾ [الليل: ١ - ٣] قَالَ: أَقْرَأَنِيهَا النَّبِيُّ ﷺ فَاهُ إِلَى فِيَّ، فَمَا زَالَ هَؤُلَاءِ حَتَّى كَادُوا يَرُدُّوننِي".
وبه قال: (حدّثنا موسى) بن إسماعيل التبوذكي (عن أبي عوانة) الوضاح بن عبد الله اليشكري (عن مغيرة) بن مقسم الكوفي (عن إبراهيم) النخعي (عن علقمة) بن قيس النخعي أنه قال: (دخلت الشام فصليت ركعتين) في المسجد (فقلت: اللهم يسّر لي جليسًا) زاد أبو ذر عن الكشميهني صالحًا (فرأيت شيخًا) حال كونه (مقبلاً فلما دنا) قرب مني (قلت): له (أرجو أن يكون استجاب الله) ﷿ دعائي (قال): لي (من أين أنت؟) وسقطت لفظة أين لأبي ذر قال علقمة (قلت) له: أنا (من أهل الكوفة. قال: أفلم) بهمزة الاستفهام ولأبي ذر فلم (يكن فيكم صاحب النعلين والوساد) أي المخدة (والمطهرة؟) أي عبد الله بن مسعود ﵁ (أولم) بهمزة الاستفهام ولأبي ذر ولم (يكن فيكم الذي أجير من الشيطان؟) زاد في المناقب على لسان نبيه ﷺ أي عمار (أو لم يكن فيكم صاحب السر الذي لا يعلمه غيره؟) أي حذيفة لأنه ﷺ عرفه أسماء المنافقين (كيف قرأ ابن أم عبد) عبد الله بن مسعود ﵁ (﴿والليل﴾) زاد أبو ذر إذا يغشى قال: علقمة (فقرأت: ﴿والليل إذا يغشى * والنهار إذا تجلى * والذكر والأنثى﴾) بجر الذكر وحذف وما خلق (قال): أي الشيخ وهو أبو الدرداء (أقرأنيها) أي والذكر والأنثى (النبي ﷺ فاه إلى فيّ)
تشديد الياء وعند الزمخشري فاي بالألف قال: وهذا من إحدى اللغات وهي القصر كعصاي فإعرابه مقدر في آخره، وأما نصب فاه فقال في المصابيح: المنقول في مثله ثلاثة أقوال أن يكون فاه حالاً. وصرح ابن مالك في التسهيل بأنه الأولى أو منصوبًا بمحذوف هو الحال أي جاعلاً فاه إلى فيّ أو الأصل من فيه إلى فيّ فحذف الجار فانتصب ما كان مجرورًا به (فما زال هؤلاء) أهل الشام (حتى كادوا يردوني) من قراءة والذكر والأنثى إلى أن أقرأ ﴿وما خلق الذكر والأنثى﴾ [الليل: ٣] ولأبي ذر والأصيلي: يردونني بإثبات النونين.
٣٧٦٢ - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: "سَأَلْنَا حُذَيْفَةَ عَنْ رَجُلٍ قَرِيبِ السَّمْتِ وَالْهَدْيِ مِنَ النَّبِيِّ ﷺ حَتَّى نَأْخُذَ عَنْهُ، فَقَالَ: مَا أَعْرِفُ أَحَدًا أَقْرَبَ سَمْتًا وَهَدْيًا وَدَلاًّ بِالنَّبِيِّ ﷺ مِنِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ".
[الحديث ٣٧٦٢ - طرفه في: ٦٠٩٧].
وبه قال: (حدّثنا سليمان بن حرب) الواشحي قال: (حدّثنا شعبة) بن الحجاج (عن أبي إسحاق) عمرو بن عبد الله السبيعي (عن عبد الرحمن بن يزيد) من الزيادة النخعي أخي الأسود بن يزيد أنه (قال: سألنا حذيفة) بن اليمان (عن رجل قريب السمت) الهيئة الحسنة (والهدي) بفتح الهاء وسكون الدال المهملة الطريقة والمذهب (من النبي ﷺ حتى نأخذ عنه) سلوك الطريقة المرضية والسكينة والوقار (فقال): وفي الفرع قال: حذيفة (ما أعرف) ولأبي ذر ما أعلم (أحدًا أقرب سمتًا وهديًا ودلاًّ) بفتح الدال المهملة وتشديد اللام سيرة وحالة وهيئة (بالنبي ﷺ من ابن أم عبد) وهي كنية أم عبد الله بن مسعود ﵁.
وهذا الحديث أخرجه الترمذي والنسائي في المناقب.
٣٧٦٣ - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي الأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ ﵁ يَقُولُ: "قَدِمْتُ أَنَا وَأَخِي مِنَ الْيَمَنِ، فَمَكُثْنَا حِينًا مَا نُرَى إِلاَّ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ ﷺ، لِمَا نَرَى مِنْ دُخُولِهِ وَدُخُولِ أُمِّهِ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ".
[الحديث ٣٧٦٣ - طرفه في: ٤٣٨٤].
وبه قال: (حدّثني) بالإفراد ولأبي ذر: بالجمع (محمد بن العلاء) بالهمزة ممدودًا أبو كريب الهمداني الكوفي قال: (حدّثنا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق) السبيعي (قال: حدّثني) بالإفراد (أبي) يوسف (عن أبي إسحاق) أنه (قال: حدّثني) بالإفراد (الأسود بن يزيد) أخو عبد الرحمن بن يزيد السابق قريبًا (قال: سمعت أبا موسى) عبد الله بن قيس (الأشعري) ﵁ (يقول: قدمت أنا وأخي) أبو رهم أو أبو بردة (من اليمن فمكثنا) بضم الكاف في اليونينية (حينًا)