• قلت: في "المسند" للإمام أحمد، حديثان عن الأبدال: (أحدهما): ما أورده في مسند علي، عن شريح بن عبيد قال: ذُكر أهل الشام عند علي ﵁ وهو بالعراق فقالوا: العنهم يا أمير المؤمنين. قال: لا، إني سمعت رسول الله ﷺ يقول: "الأبدال بالشام وهم أربعون رجلًا كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلًا، يُسقى بهم الغيث، ويُنتصر بهم على الأعداء، ويُصرف عن أهل الشام بهم العذاب". أخرجه أحمد في المسند رقم (٨٩٦ - شاكر) وقال أبو الأشبال: "إسناده ضعيف، لانقطاعه. شُرَيح بن عُبيد الحضرمي الحمصي: لم يُدرك عليًا، بل لم يُدرك إلا بعض متأخري الوفاة من الصحابة، وقد سبقت له رواية منقطعة أيضًا عن عمر بهذا الإسناد، رقم (١٠٧ - شاكر). وخلاصة القول أن حديث علي حديث ضعيف والله أعلم. والحديث ذكره قاضي الملك المِدْرَاسي في "ذيل القول المسدّد" (٨٩ - ٩٠) مستدلًا به على ثبوت حديث الأبدال، وهو استدلال ضعيف كما ترى. وسيأتي في شأنهم حديث آخر في مسند عبادة بن الصامت (٥/ ٣٢٢) ط. الحلبي. قال فيه أحمد هناك: "وهو منكر" اهـ. قلت: ولفظه: "الأبْدالُ في هذه الأمة ثلاثون مثل إبراهيم خليل الرحمن ﷿، كلما ماتَ رجلٌ أبدَل اللهُ ﵎ مكانه رجُلًا". وأورد المحدث الألباني الحديث في "الضعيفة" رقم (٩٣٦) وقال: "هو حديث منكر" في سنده: عبد الواحد بن قيس. قال الحافظ في "التقريب" (ت: ٤٢٤٨): "صدوق له أوهامٌ ومراسيل". وقد ضعفه الجمهور. وقال الذهبي في "الكاشف" (ت: ٣٥٥٥): "منكر الحديث". وفي سنده أيضًا: الحسن بن ذَكْوان. قال الحافظ في "التقريب" (ت: ١٢٤٠): "صدوق يخطئ، ورمي بالقدر، وكان يدلس". وعبد الواحد بن قيس لم يدرك عبادة بن الصامت. والحسن بن ذكوان عنعن هنا. فالسند مع ضعفه منقطع. ثم قال الألباني: "ومما تقدم تعلم ما في قول الهيثمي من الإلهام، فقال في "مجمع الزوائد" (١٠/ ٦٢) وقلده السيوطي في "الحاوي" (٢/ ٢٤٦): "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، غير عبد الواحد بن قيس، وقد وثقه العجلي وأبو زرعة وضعفه غيرهما". =