للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والثاني: كيّ الجرح إذا لم ينقطع دمه بإحراق ولا غيره، والعضو إذا قطع ففي هذا الشفاء بتقدير الله.

وأما إذا كان الكيّ للتداوي الذي يجوز أن ينجح ويجوز أن لا ينجح فإنه إلى الكراهة أقرب.

وقد تضمنت أحاديث الكيّ أربعة أنواع كما تقدم.

قوله: (فما أفلحن ولا أنجحن) هكذا الرواية الصحيحة بنون الإِناث فيهما، يعني تلك الكيات التي [اكتويناهن] (١) وخالفنا النبيّ في فعلهنّ وكيف يفلح أو ينجح شيء خولف فيه صاحب الشريعة، وعلى هذا فالتقدير فاكتوينا كيَّات لأوجاع فما أفلحن ولا أنجحن.

وهو أولى من أن يكون المحذوف الفاعل على تقدير: فما أفلحن الكيات ولا أنجحن، لأنَّ حذف المفعول الذي هو فضلة أقوى من حذف الفاعل الذي هو عمدة، ورواية الترمذي (٢) كما ذكره المصنف فيكون الفلاح والنجاح مسندًا فيها إلى المتكلم ومن معه.

وفي رواية لابن ماجه (٣): "فما أفلحت ولا أنجحت" بسكون تاء التأنيث بعد الحاء المفتوحة.

[الباب الرابع] بابُ ما جاءَ في الحجامة وأَوقاتها

١٧/ ٣٧٧٨ - (عَنْ جابِرٍ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله يَقُولُ: "إنْ كانَ فِي شَيْءٍ مِنْ أدْوِيَتِكُمْ خَيْرٌ فَفِي شَرْطَةِ محجَمٍ، أوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ، أوْ لَذْعَةِ نارٍ تُوَافِقُ الدَّاءَ، وَما أُحِبُّ أنْ أكْتَويَ"، مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ) (٤). [صحيح]


(١) في المخطوط (ب): (اكتوينا بهن).
(٢) في سننه رقم (٢٠٤٩) وقد تقدم.
(٣) في سننه رقم (٣٤٩٠).
وهو حديث صحيح.
(٤) أحمد في المسند (٣/ ٣٤٣) والبخاري رقم (٥٧٠٢) ومسلم رقم (٧١/ ٢٢٠٥).
وهو حديث صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>