للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لا، فإن الأعمال داخلة تحت المشيئة، وهذا الإلهام يستدلّ به على تعيينها، وبهذا تظهر فائدة الثناء، انتهى.

قال الحافظ (١): وهذا في [جانب] (٢) الخير واضح.

وأما في جانب الشرّ فظاهر الأحاديث أنه كذلك، لكن إنما يقع ذلك في حقّ من غلب شرّه على خيره.

وقد وقع في رواية (٣) من حديث أنس المتقدم: "إن لله ﷿ ملائكة تنطق على ألسنة بني آدم بما في المرء من الخير والشرّ" (٤).

[الباب الثامن] باب ما جاءَ في كراهة النعي

٢٠/ ١٤١٩ - (عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيّ قالَ: "إيَّاكمْ وَالنَّعْيَ، فإنّ النَّعْيَ عَمَلُ الجاهِلِيَةِ"، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ (٥) كَذَلِكَ، وَرَوَاهُ مَوْقُوفًا وَذَكَرَ أنَّهُ أصَح).

[ضعيف مرفوعًا وموقوفًا]


(١) في "الفتح" (٣/ ٢٣١).
(٢) في المخطوط (ب): (أحاديث).
(٣) أخرجه الحاكم في المستدرك (١/ ٣٧٧). وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه بهذا اللفظ. ووافقه الذهبي.
قلت: وهو حديث صحيح لغيره.
(٤) واعلم أن مجموع الأحاديث المتقدمة يدل على أن هذه الشهادة لا تختص بالصحابة، بل هي أيضًا لمن بعدهم من المؤمنين الذين هم على طريقتهم في الإيمان والعلم والصدق.
وبهذا جزم الحافظ ابن حجر في "الفتح".
وأما قول بعض الناس عقب صلاة الجنازة: "ما تشهدون فيه؟ اشهدوا له بالخير"، فيجيبونه بقولهم: صالح، أو: من أهل الخير، ونحو ذلك، فليس هو المراد بالحديث قطعًا، بل هو بدعةٌ قبيحة؛ لأنه لم يكن من عمل السَّلفِ، ولأن الذين يشهدون بذلك لا يعرفونَ الميتَ في الغالب، بل قد يشهدون بخلاف ما يعرفونه استجابة لرغبةِ طالبِ الشهادة بالخير، ظنًا منهم أن ذلك ينفعُ الميتَ، وجهلًا منهم بأنَّ الشهادة النافعة إنما هي التي توافق الواقع في نفس المشهود له، كما يدلُّ على ذلك قولهُ في الحديث: "إن لله ملائكة تنطِقُ على ألسنةِ بني آدم بما في المرءِ من الخير والشر"، وهو حديث صحيح لغيره.
[أحكام الجنائز وبدعها. للمحدث الألباني ص ٦١ - ٦٢].
(٥) في سننه رقم (٩٨٤). وهو حديث ضعيف. =

<<  <  ج: ص:  >  >>