للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أن الله تعالى إنما ولاه على عباده ليديم لهم النصيحة، لا ليغشَّهم حتى يموت على ذلك، فمن قلب القضية استحقَّ أن يعاقب.

قولى: (فيزجي الضعيف) - بضم التحتية وسكون الزاي بعدها جيم -.

قال في القاموس (١): زجاه: ساقه ودفعه كزجاه وأزجاه.

قوله: (ويردِفُ) قال في القاموس (٢): الردف بالكسر: الراكبُ خلفَ الراكبِ، انتهى.

والمراد أنه كان يردِفُ خلفه من ليس له راحلة إذا كان يضعف عن المشي، وهذا من حسن خُلُقه الذي وصفه الله تعالى به وذكر عظمه فقال: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ (٣)، ﴿بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ (٤).

قوله: (فلا جهاد له) فيه أنه لا يجوز لأحد تضييق الطريق التي يمر بها الناس، ونفي جهاد من فعل ذلك على طريق المبالغة في الزجر والتنفير، وكذلك لا يجوز تضييق المنازل التي ينزل فيها المجاهدون لما في ذلك من الإضرار بهم.

[الباب الثامن] بابُ لزومِ طاعةِ الجيش لأميرهم ما لم يأمر بمعصيةٍ

٤٤/ ٣٢٧٦ - (عَنْ مُعاذِ بْنِ جبَلٍ عَنْ رسُولِ الله قالَ: "الغَزْوُ غَزْوَانِ: فأمَّا من ابْتَغَى وَجْهَ الله، وَأَطَاعَ الامَامَ، وَأَنْفَقَ الْكَرِيمةَ، وَياسَرَ الشَّريكَ، وَاجتَنَبَ الْفسَادَ، فإنَّ نَوْمَهُ وَنَبْهَهُ أَجْرُ كلّهُ؛ وَأمَّا مَنْ غَزَا فَخْرًا وَرِيَاءً وَسُمْعةً وعَصَى الإمامَ، وأَفْسدَ في الأرْضِ فإنَّهُ لَنْ يَرْجِعَ بالْكَفافِ". رَوَاهُ أَحمدُ (٥) وَأَبُو دَاودَ (٦) وَالنَّسائي) (٧) [حسن]


= ونص كلامه: (وهو غاش) حال قيد للفعل ومقصود بالذكر؛ لأن المعتبر من الفعل والحال هو الحال.
(١) القاموس المحيط ص ١٦٦٦.
(٢) القاموس المحيط ص ١٠٤٩.
(٣) سورة القلم، الآية: (٤).
(٤) سورة التوبة، الآية: (١٢٨).
(٥) في المسند (٥/ ٢٣٤).
(٦) في سننه رقم (٢٥١٥).
(٧) في سننه رقم (٣١٨٨). =

<<  <  ج: ص:  >  >>