للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[تفسير كلمات أحاديث الباب]]

قوله: (النمور) في رواية النِّمار، وكلاهما جمع نَمِر، بفتح النون وكسر الميم ويجوز التخفيف بكسر النون وسكون الميم، وهو سبُع أجرأ وأخبث من الأسد، وهو منقَّط الجلد نقط سود وبيض، وفيه شبه من الأسد إلا أنه أصغر منه، ورائحة فمه طيبة بخلاف الأسد، وبينه وبين الأسد عداوة، وهو بعيد الوثبة فربما وثب أربعين ذراعًا، وإنما نهي عن استعمال جلده لما فيه من الزينة والخُيلاء، ولأنه زي العجم (١).

قوله: (صفف) بالصاد المهملة كصرد جمع صفة وهي ما يجعل على السرج.

قوله: (ومياثر النمور) المياثر جمع ميثرة، والمِيْثَرة بكسر الميم وسكون التحتية وفتح المثلثة بعدها راء ثم هاء ولا همزة فيها، وأصلها من الوثارة. وقد روى البخاري عن بعض الرواة أنه فسرها بجلود السباع. قال النووي: هو تفسير باطل لما أطبق عليه أهل الحديث، قال الحافظ: ليس بباطل بل يمكن توجيهه، وهو ما إذا كانت الميثرة وطاء وصنعت من جلد ثم حشيت، والنهي حينئذ عنها إما لأنها من زي الكفار، وإما لأنها لا تذكَّى غالبًا. وقيل: إن المياثر مراكب تتخذ من الحرير والديباج، وسيأتي الكلام على الحرير في كتاب اللباس (٢).

قوله: (لا تصحب الملائكة رفقة إلخ) فيه أنه يكره اتخاذ جلود النمور واستصحابها في السفر وإدخالها البيوت؛ لأن مفارقة الملائكة للرفقة التي فيها جلد نمر تدل على أنها لا تجامع جماعة أو منزلًا وجد فيه ذلك ولا يكون إلا لعدم جواز استعمالها، كما ورد أن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه تصاوير (٣)، وجعل ذلك من أدلة تحريم التصاوير وجعلها في البيوت.


(١) انظر: "تهذيب اللغة" للأزهري (١٥/ ٢١٨ - ٢١٩)؛ والقاموس المحيط (ص ٦٢٧ - ٦٢٨)؛ والنهاية (٥/ ١١٧ - ١١٨) ولسان العرب (١٤/ ٢٨٩ - ٢٩٠).
(٢) في الباب الأول رقم (١/ ٥٤٤) و (٢/ ٥٤٥) و (٣/ ٥٤٦) من كتابنا هذا.
(٣) منها: ما أخرجه البخاري رقم (٥٩٥٨) ومسلم رقم (٢١٠٦).
عن أبي طلحة صاحب رسول الله قال: إنَّ رسولَ الله قال: إن الملائكة لا تدخلُ بيتًا فيه صورة". =

<<  <  ج: ص:  >  >>