للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: قال رسول الله : "من صوّر صورة عذبه الله [تعالى] (١) بها يوم القيامة حتى ينفخ فيها الروح وما هو بنافخ".

فهذه الأحاديث قاضية بعدم الفرق بين المطبوع من الصور والمستقل، لأن اسم الصُّورَة صادق على الكل إذ هي كما في كتب اللغة (٢): الشكل، وهو يقال لما كان منها مطبوعًا على الثياب شكلًا، نعم حديث أبي طلحة عند مسلم (٣) وأبي داود (٤) وغيرهما بلفظ: "سمعت رسول الله يقول: لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب ولا تمثال" وفيه أنه قال: "إلا رقمًا في ثوب" فهذا إن صح رفعه كان مخصصًا لما رقم في الأثواب من التماثيل.

قوله: (أحيوا ما خلقتم) هذا من باب التعليق بالمحال والمراد أنهم يعذبون يوم القيامة ويقال لهم: لا تزالون في عذاب حتى تحيوا ما خلقتم وليسوا بفاعلين وهو كناية عن دوام العذاب واستمراره وهذا الذي قدرناه في تفسير الحديث مصرح بمعناه في حديث ابن عباس المتقدم (٥) والأحاديث [يفسر] (٦) بعضها بعضًا.

قوله: (فاجعل الشجر وما لا نفس له) فيه الإذن بتصوير الشجر وكل ما ليس له نفس وهو يدل على اختصاص التحريم بتصوير الحيوانات.

قال في البحر (٧): ولا يكره تصوير الشجر ونحوها من الجماد إجماعًا.

[[الباب التاسع] باب ما جاء في لبس القميص والعمامة والسراويل]

٣٣/ ٥٧٦ - (عَنْ أبِي أُمامَةَ [رضي الله تعالى عنه] (١) قالَ: قُلْنا يا رَسُولَ الله


= قلت: وأخرجه مسلم رقم (١٠٠/ ٢١١٠) وأبو يعلى رقم (٢٦٩١) والطبراني في "الكبير" رقم (١٢٩٠٠) والبيهقي في السنن الكبرى (٧/ ٢٦٩) والبغوي في شرح السنة رقم (٣٢١٩) وأحمد في المسند (١/ ٢٤١، ٣٥٠) وهو حديث صحيح.
(١) زيادة من (جـ).
(٢) في القاموس المحيط ص ٥٤٨.
(٣) في صحيحه رقم (٢١٠٦) وقد تقدم.
(٤) في سننه رقم (٤١٥٣) وقد تقدم.
تقدم تخريج الحديث في نهاية شرح الحديث (٣٠/ ٥٧٣) من كتابنا هذا.
(٥) رقم (٣٢/ ٥٧٥) من كتابنا هذا.
(٦) في (جـ): (تفسر).
(٧) البحر الزخار (٤/ ٣٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>