وفي هذا الكلام نظر من وجوه: (الأول): أن الحديث ثابت، وحسبك أن مسلمًا أخرجه ولم يضعفه غيره. (الثاني): أنه لا يضرُّ الحديثَ، ولا يمنعُ العملَ به عدمُ العلم بمن قال به من الفقهاء؛ لأن عدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود. (الثالث): أنه قال به راويه أنس بن مالك ﵁، وأفتى به يحيى بن يزيد الهنائي راويه عنه كما تقدم … " اهـ. قال الحافظ في "فتح الباري" (٢/ ٥٦٧): "وهو أصحُّ حديث ورد في ذلك وأصرحُهُ، وقد حمله من خالفه على أن المراد المسافةُ التي يبتدأ منها القصرُ لا غاية السفرِ، ولا يخفى بُعْدُ هذا الحمل … " اهـ. (١) في المسند (٣/ ٢٩٥). (٢) في سننه رقم (١٢٣٥). قلت: وأخرجه ابن حبان رقم (٢٧٤٩) وعبد الرزاق في "المصنف" رقم (٤٣٣٥) ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد رقم (١١٣٩) وابن حبان رقم (٢٧٥٢) والبيهقي في السنن الكبرى (٣/ ١٥٢). وهو حديث صحيح. (٣) في سننه رقم (١٢٢٩) في سنده علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف. وبه أعله المنذري في "مختصره" (٢/ ٦١) وقال: "وفي إسناده: علي بن زيد بن جدعان، وقد تكلم فيه جماعة من الأئمة، وقال بعضهم: هو حديث لا تقوم به حجة لكثرة اضطرابه" اهـ. =