للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ويستخلف إذا احتيج إلى استخلافه، ويقوم بتنبيه الإِمام إذا احتيج إليه.

قوله: (وإياكم وهيشات الأسواق) (١) بفتح الهاء وإسكان الياء المثناة من تحت وبالشين المعجمة، أي اختلاطها والمنازعة والخصومات وارتفاع الأصوات واللغط والفتن التي فيها. والهوشة: الفتنة والاختلاط.

والمراد النهي عن أن يكون اجتماع الناس في الصلاة مثل اجتماعهم في الأسواق متدافعين متغايرين مختلفي القلوب والأفعال.

قوله: (يحبّ أن يليه المهاجرون والأنصار)، فيه (٢) وفي حديث أبيّ بن كعب (٣)، وسمرة (٤) مشروعية تقدّم أهل العلم والفضل ليأخذوا عن الإِمام ويأخذ عنهم غيرهم؛ لأنهم أمسّ بضبط صفة الصلاة وحفظها ونقلها وتبليغها (٥).

[[الباب الثالث] باب موقف الصبيان والنساء من الرجال]

١٠/ ١١٢٠ - (عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غُنْمٍ عَنْ أبي مالكٍ الأشْعَرِيّ عَنْ


(١) انظر "غريب الحديث للهروي (٤/ ٨٤) والنهاية لابن الأثير (٥/ ٢٨٢) والفائق للزمخشري (٤/ ١١٩ - ١٢٠).
(٢) أي في حديث أنس الصحيح المتقدم برقم (٩/ ١١١٩) من كتابنا هذا.
(٣) المتقدم الذي أخرجه أحمد (٥/ ١٤٠) بسند صحيح؛ وغيره.
(٤) تقدّم تخريجه صفحة (٩٠).
(٥) قال النووي في "المجموع" (٤/ ١٨٥ - ١٨٦): "إذا حضر كثيرون من الرجال والصبيان يقدم الرجال، ثم الصبيان، هذا هو المذهب، وبه قطع الجمهور.
وفيه وجه حكاه الشيخ أبو حامد والبندنيجي والقاضي أبو الطيب وصاحبا المستظهري والبيان وغيرهم أنه يستحب أن يقف بين كل رجلين صبي ليتعلموا منهم أفعال الصلاة والصحيح الأول … " اهـ.
وقال ابن قدامة في "المغني" (٣/ ٥٧ - ٥٨): " السنة أن يتقدم في الصف الأول أولُوا الفضل والسِّن، ويَلي الإمام أكملُهم وأفضَلُهم.
قال أحمد: يلي الإمامَ الشيوخ وأهل القرآن، وتؤخرُ الصبيان والغلمان، ولا يلون الإمام. لما روى أبو مسعود الأنصاري قال: كان رسولُ اللهِ يقول: "ليلني منكم أولُو الأحلام والنهى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم - تقدم برقم (١١١٧) من كتابنا هذا .. .. " اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>