للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الدينِ كتابٌ مثلُه، وقد رُزق القَبولَ من كافة الناس على اختلاف مذاهِبهم، فصار حَكَمًا بين العلماءِ وطبقاتِ المحدثين والفقهاء، ولكل واحدٍ فيه وِرْدٌ ومنه شَرِب، وعليه مُعوَّلُ أهلِ العِراقِ ومصرَ وبلادِ المغربِ وكثيرِ من مدن أقطارِ الأرض". قال: قال أبو داود (١): "ما ذكرتُ في كتابي حديثًا أجمعَ الناسُ على تركه". قال الخطابي (٢) أيضًا: "هو أحسنُ وضعًا وأكثرُ فقهًا من الصحيحين" (٣).

[[ترجمة ابن ماجه]]

وأما ابنُ ماجه (٤) فهو أبو عبد الله محمدُ بنُ يزيدَ بن عبدِ الله بن ماجَهْ القَزوينيُّ مولى ربيعةَ بن عبدِ الله، ولد سنةَ تسعٍ ومائتين، ومات يوم الثلاثاءِ لثمانٍ بقِينَ من رمضانَ سنةَ ثلاثٍ أو خمسٍ وسبعين ومائتين، وهو أحدُ الأعلامِ المشاهير.

ألّف سُننَه المشهورةَ وهي إحدى السننِ الأربعِ وإحدى الأمهاتِ الستُ، وأوّلُ


(١) ذكره الخطابي في "معالم السنن" (١/ ١١ - هامش المختصر).
(٢) في "معالم السنن" (١/ ١١ - هامش المختصر).
(٣) إن الكشف عما سكت عنه أبو داود أولى وأقرب إلى التحقيق التام.
وأفضل كتاب للكشف عن أحاديث أبي داود التي سكت عنها. كتاب: "تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف" للحافظ المزي؛ لمعرفة طرق الحديث. وكتاب "ميزان الاعتدال في نقد الرجال" للذهبي؛ للكشف عن أحوال الرجال.
وأقرب منهما: "مختصر سنن أبي داود" للمنذري، فإنه تكلم على جميع ما فيها مما يحتمل الكلام، وبيَّن ما فيها مما في الصحيحين وغيرهما، وصححه أو حسنَهُ أبو عيسى الترمذي، وجوَّد الكلام على حديثها غاية التجويد، وجاء كتابه مع كثرة فوائده صغير الحجم.
انظر: كتاب "توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار" للعلامة محمد بن إسماعيل الأمير (١/ ١٩٦ - ٢١٨) مسألة (١٣) في بيان شرط أبي داود، فقد أجاد وأفاد.
(٤) انظر ترجمته في:
"تذكرة الحفاظ" (٢/ ٦٣٦ - ٦٣٧ رقم: ٦٥٩) و "تهذيب التهذيب" (٩/ ٤٦٨ - ٤٦٩ رقم: ٨٧٢) و "شذرات الذهب" (٢/ ١٦٤) و "معجم المؤلفين" (١٢/ ١١٥ - ١١٦).
و"الفصل المبين على عقد الجوهر الثمين" ص ٢٠٧ - ٢٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>