قلت: وأخرجه أبو يعلى في المسند (٦/ ٧١ رقم ٥٧٠/ ٣٣٢٥) وعنه ابن حبان في صحيحه رقم (٥٠). وأخرجه أيضًا أحمد (٣/ ١٤٨، ٢٤٨) وأبو نعيم في الحلية (٦/ ٢٥٣) وابن أبي شيبة في المصنف (١٤/ ٣٠٧ - ٣٠٨) والبيهقي في "دلائل النبوة" (٢/ ٣٨٧) وفي "حياة الأنبياء" رقم (٨). وهو حديث صحيح. • واعلم أن حصول مثل هذا الأمر لنبي الله موسى ﵇ ولغيره من الأنبياء، إنما كان معجزة لنبينا ﵊، إلا أن ذلك لا يعني أن أرواحهم ردت إلى أجسادهم فأصبحوا أحياء كحياتهم الدنيا الفانية، أو أن أجسادهم الطاهرة فارقت أماكنها في قبورهم، ولا يعني أنها ردت إليهم ثم استمرت في أجسادهم كما يقوله أرباب الابتداع، وإنما يعني ذلك كما سبق في حياة الأنبياء أن هذا الأمر عبارة عن اتصال للروح بالبدن عندما يريد الله ذلك بالكيفية التي يريدها، دون علم منا بكنهها وحقيقتها، ولا يجوز لنا قياس ذلك على ما عرفناه في الدنيا، بل يجب علينا الإيمان بما أخبر به الله وبما أخبر به رسوله ﷺ في هذا الأمر، مع اعتقادنا أن ما عناه الرسول ﷺ من حياة موسى وغيره ليس كالحياة الدنيا، بل هي حياة برزخية خاصة أكمل من حياة الشهداء كما أسلفت. ["حياة الأنبياء ﷺ بعد وفاتهم" حققه وعلق عليه: د. أحمد بن عطية الغامدي ص ٨١]. (٢) في المسند (٣/ ٢٩٥)، (٣/ ٣٤٢). (٣) في صحيحه رقم (٢١٧٨). وهو حديث صحيح.