للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وإطلاقُ كونهما قتلاهُ يُخالفُ في الظاهرِ حديث ابن مسعودٍ أنه وجده وبه رمق، وهو محمولٌ على أنهما بلغا به بضربهما إياه بسيفيهما منزلة المقتول حتى لم يبق له إلا مثل حركة المذبوح، وفي تلك الحالةِ لقيهُ ابن مسعود فضرب عنقُه، وأما ما وقع عند موسى بن عقبة، وكذا عند أبي الأسود عن عروة أن ابن مسعود "وجد أبا جهل مصروعًا بينه وبين المعركة غير كثير متقنعًا في الحديد واضعًا سيفه على فخذه لا يتحرك منه عضو، فظن عبد الله أنه مثبت جراحًا، فأتاه من ورائه فتناول قائم سيف أبي جهل فاستله ورفع بعضد أبي جهل عن قفاه، فضربه، فوقع رأسه بين يديه: فيحمل على أن ذلك وقع له بعد أن خاطبه بما تقدَّم.

قوله: (والرجلان معاذ بن عمرو بن الجموح ومعاذ بن عفراء) وقع في البخاري (١) في الخمس: أنهما ابنا عفراء، فقيل: إن عفراء أمُّ معاذ، واسم أبيه الحارث، وأما معاذ بن عمرو بن الجموح فليس اسم أمه عفراء، وإنما أطلق عليه تغليبًا.

ويحتمل أن تكون أم معاذ أيضًا تسمى: عفراء، وأنه لما كان لمعوِّذ أخ يسمى: معاذًا باسم الذي شركه في قتل أبي جهل ظنه الراوي أخاه.

قوله: (نفلني رسول الله يوم بدر سيف أبي جهل) يمكن الجمع: بأنه نفل ابن مسعود سيفه الذي قتله به فقط، وعلى ذلك يحمل قوله في رواية أحمد (٢) " [فنفلني] (٣) رسول الله بسلبه" جمعًا بين الأحاديث.

[الباب الثامن والعشرون] باب التسويةِ بين القويِّ والضَّعيفِ ومَنْ قاتل ومَنْ لم يُقاتلْ

١٢٢/ ٣٣٥٤ - (عَنْ ابْنِ عبَّاسٍ قالَ: قالَ رسولُ الله يَومَ بَدْرٍ: مَنْ فعَلَ كَذا وكَذا فلَهُ مِنَ النَّفْلِ كَذا وكَذا، قالَ: فتَقَدَّمَ الْفِتْيانُ وَلزِمَ المَشْيخَةُ الرَّاياتِ فلَمْ يَبْرَحُوا بهَا، فلمَّا فتَحَ الله عَليهِمْ قالَ المَشيَخةُ: كُنَّا ردءًا لَكمْ لو انْهَزَمْتُمْ لَفِئتُمْ


(١) (٧/ ٢٩٣ رقم ٣٩٦٢ - مع الفتح).
(٢) في المسند (١/ ٤٤٤) وقد تقدم.
(٣) في المخطوط (ب): (فنفله).

<<  <  ج: ص:  >  >>