كتاب نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار - ت حلاق

[سادس عشر] أبواب موقف الإمام والمأموم وأحكام الصفوف - [الباب السابع] باب كراهة الصف بين السواري للمأموم - ج: 6 - ص: 122

إذنه في ذلك وهو معارض لحديث جابر بن سمرة (١)؛ "أن بلالًا كان لا يقيم حتى يخرج النبيّ ﷺ ".

ويجمع بينهما بأن بلالًا كان يراقب خروج النبيّ ﷺ، فلأوّل ما يراه يشرع في الإِقامة قبل أن يراه غالب الناس، ثم إذا رأوه قاموا، فلا يقوم في مقامه حتى تعتدل صفوفهم.

ويشهد له ما رواه عبد الرزاق (٢) عن ابن جريج عن ابن شهاب: "أن الناس كانوا ساعة يقول المؤذّن: الله أكبر، يقومون إلى الصلاة فلا يأتي النبيّ ﷺ مقامه حتى تعتدل الصفوف"، وقد تقدم مثل هذا في باب الأذان في أوّل الوقت.

[الباب السابع] باب كراهة الصف بين السواري للمأْموم

٢٩/ ١١٣٩ - (عَنْ عَبْدِ الحَمِيدِ بْن مَحْمُودٍ، قالَ: صَلَّيْنا خَلْفَ أميرٍ مِنَ الأُمَرَاءِ فاضْطَرَّنا النَّاسُ فَصَلَّيْنَا بَيْن السَّارِيَتَيْنِ؛ فَلَمَّا صَلَّيْنَا قالَ أنَسُ بْنُ مالِكٍ: كُنَّا نَتَّقي هَذَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله ﷺ. رَوَاهُ الخَمْسَةُ إلَّا ابْنَ مَاجَهْ) (٣). [صحيح]

---

(١) وهو حديث صحيح.
أخرجه مسلم رقم (١٦٠/ ٦٠٦) وأبو داود رقم (٥٣٧) والترمذي رقم (٢٠٢).
(٢) في المصنف رقم (١٩٤٢).
(٣) أخرجه أحمد (٣/ ١٣١) وأبو داود رقم (٦٧٣) والترمذي رقم (٢٢٩) والنسائي رقم (٨٢١).
قلت: وأخرجه الحاكم (١/ ٢١٠، ٢١٨) وابن خزيمة رقم (١٥٦٨) وابن حبان رقم (٢٢١٥) وعبد الرزاق في المصنف (رقم (٢٤٨٩) وابن أبي شيبة (٢/ ٣٦٩) والبيهقي في السنن الكبرى (٣/ ١٠٤).
قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وصححه ابن خزيمة والحاكم وابن حبان وكذا ابن حجر في "فتح الباري" (١/ ٥٧٨) وقد ضعّف أبو محمد عبد الحق في "الأحكام الوسطى" (١/ ٣٥٤) بعبد الحميد بن محمود.
وقال: ليس عبد الحميد ممن يحتج بحديثه".
وقال ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" (٥/ ٣٣٨ - ٣٣٩) رادًّا عليه: "ولا أدري من أنبأه بهذا، ولم أر أحدًا ممن صنف الضعفاء ذكره فيهم، ونهايةُ ما يوجد فيه مما يُوهِم =