تلقى مكي علومه الأولية على شيوخ عصره، ثم ارتحل إلى مصر عام (٣٦٨ هـ)، ومكث فيها ست سنوات رجع بعدها إلى بلده ثم عاود الرحلة إلى مصر مرتين، وحج وأقام بمكة أربع سنوات، وكان في رحلاته وتنقّلاته يلتقي بعلماء مصر والحجاز، يأخذ عنهم وينتفع بهم. وعاد مكي إلى القيروان سنة (٣٩٢ هـ)، ثم انتقل إلى الأندلس سنة (٣٩٣ هـ)، حيث أقام في قرطبة، وهناك تصدّر للتعليم والخطابة، وتتلمذ عليه خلق كثير وتوفي في محرم سنة (٤٣٧ هـ). انظر ترجمته في: "مقدمة تفسير المشكل في غريب القرآن" د. على حسين البواب (جـ ٧ - ٩)، و"بغية الملتمس" للضبي (ص ٤٥٥)، و"سير أعلام النبلاء" (١٧/ ٥٩١)، و"غاية النهاية" لابن الجزري (٢/ ٣٥٩)، و"معجم الأدباء" لياقوت (١٩/ ١٦٧). (٢) في كتابه الذي لا يزال مخطوطًا لم يطبع فيما أعلم - "الهداية إلى بلوغ النهاية" وهو تفسير للقرآن الكريم. (٣) هو عمرو بن عثمان بن قَنْبر، إمام البصريين، سيبويه، أبو بشر، ويقال: أبو الحسن، مولى بني الحارث بن كعب، ثم مولى آل الربيع بن زياد الحارثي. كان أصلُه من البيضاء من أرض فارس، ونشأ بالبصرة، وأخذ عن الخليل، ويونس، وأبي الخطاب الأخفش، وعيسى بن عمر، … قال ابن الجوزي: مات بساوة سنة أربع وتسعين، أسندنا حديثه في "الطبقات الكبرى" وتكرّر في "جمع الجوامع". انظر: "بغية الوعاة" للسيوطي (٢/ ٢٢٩ رقم ١٨٦٣).