للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صُدُورِهَا مِمَّنْ هوَ كذلكَ، وذِكْرُ المرسَل بعدَ ذِكْرِ النبي لبيانِ أنهُ مأمُورٌ بالتبليغِ، أو صاحِبُ كتابٍ، أو مجدِّدُ شرع بطريق أدلَّ على هذهِ الأمورِ منَ الطريقِ الأولَى وإنْ اشتَركا في أصْلِ الدَّلالةِ على ذلكَ، وتأثيرُ هذهِ الصِّفةِ: أعْني إرْسَالَه إلى الناسِ كافةً لكونهِ لا يشاركُه فيها غيرُه مِنَ الأنبياءِ. وكافَّةً منصوبٌ على الحالِ وصاحبُها الضميرُ الذي في المرْسَلِ، والهاءُ فيه للمبالغةِ، وليس بحالٍ من الناسِ لأنّ الحال لا تتقدَّمُ على صاحِبَها المجرورِ على الأصَحِّ (١)، وعِنْدَ أبي عليٍّ وابنِ كَيْسانَ وغيرِهما من النحْويينَ أنه يجوزُ تقدُّمُ الحالِ على الصاحِبِ المجرورِ؛ وقيلَ: إنه


(١) • قال ابن مالك في ألفيته:
وسَبْقَ حَالٍ ما بحَرْفٍ جُرَّ قَدْ … أبوْا، ولا أَمْنَعُهُ؛ فقد ورَدْ
• وقال ابن عقيل شارحًا:
"مذهبُ جمهور النحويين أنه لا يجوز تقديمُ الحالِ على صاحبها المجرورِ بحرف، فلا تقول في "مررتُ بهندٍ جالسةً" مررت جالسة بهندٍ.
وذهب الفارِسيُّ، وابن كَيْسان، وابن بَرْهانَ إلى جواز ذلك، وتابَعَهُم المصنف؛ لورود السماع بذلك، ومنه قولُه:
١٨٧ - لَئنْ كانَ بَرْدُ الماءِ هَيْمَانَ صَادِيًا … إليّ حَبيبًا، إنّها لَحَبيبُ
فـ "هَيْمَانَ، وصاديًا": حالان من الضمير المجرور بإلى، وهو الياء، وقوله:
١٨٨ - فإن تكُ أَذْوادٌ أُصِبْنَ ونِسْوَة … فَلَنْ يَذهَبُو فَرْغًا بقَتْلِ حِبَالِ
و"فَرْغًا" حال من قَتْلِ.
وأما تقديمُ الحال على صاحبها المرفوع والمنصوب فجائزٌ، نحو: "جَاءَ ضَاحِكًا زَيْدٌ.
وضَربْتُ مُجَرَّدَةً هِنْدًا".
• وقال: محمد محيي الدين عبد الحميد:
"اعلم أن صاحب الحال قد يكون مجرورًا بحرف جر أصلي، كقولك: مررت بهند جالسة. وقد يكون مجرورًا بحرف جر زائد، كقولك: ما جاء من أحد راكبًا؛ فراكبًا: حال من أحد المجرور لفظًا بمن الزائدة.
ولا خلاف بين أحد من النحاة في أن صاحب الحال إذا كان مجرورًا بحرف جر زائد جاز تقديم الحال عليه وتأخيره عنه، فيصح أن تقول: ما جاء من أحد راكبًا، أن تقول: ما جاء راكبًا من أحد.
والخلاف بينهم منحصر في تقديم الحال على صاحبها المجرور بحرف جر أصلي.
• أما البيت (١٨٧): لعروة بن حزام العذري.
والبيت (١٨٨): لطليحة بن خويلد الأسدي المتنبي.
["شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك". مع "منحة الجليل بتحقيق شرح ابن عقيل" لمحمد محي الدين عبد الحميد" (٢/ ٢٦٣ - ٢٦٦).
وانظر: "جامع الدروس العربية" للغلاييني (٣/ ٨٦)].

<<  <  ج: ص:  >  >>