للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إنْسٌ وَلَا شَيءٌ إِلَّا يَشْهَدُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ . رَوَاهُ أَحْمَدُ (١)، وَالْبُخَارِيُّ (٢)، وَالنَّسَائِيُّ (٣)، وابْنُ مَاجَهْ (٤). [صحيح]

الحديث أخرجه أيضًا الشافعي (٥)، ومالك في الموطأ (٦)، وغيرهما.

قوله: (تحب الغنم والبادية) أي لأجل الغنم، لأن فيها ما يحتاج في إصلاحها إليه من الرعي وهو في الغالب لا يكون إلا بالبادية.

قوله: (في غنمك أو في باديتك) يحتمل أن يكون "أو" شكًا من الراوي، ويحتمل أن يكون للتنويع؛ لأن الغنم قد لا تكون في البادية، ولأنه قد يكون في البادية حيث لا غنم.

قوله: (فارفع صوتك)، فيه دليل لمن قال باستحباب الأذان للمنفرد وهو الراجح عند الشافعية (٧).

قوله: (مدى صوت المؤذن)، أي غاية صوته.

قوله: (جن ولا إنس ولا شيء) ظاهره يشمل الحيوانات والجمادات، فهو من العام بعد الخاص.

والحديث الأول يبين معنى الشيء المذكور هنا لأن الرطب واليابس لا يخرج عن الاتّصاف بأحدهما شيء من الموجودات.

وفي رواية لابن خزيمة (٨): "لا يسمع صوته شجر ولا مدر ولا حجر ولا جن ولا إنس"، وبهذا يظهر أن التخصيص بالملائكة كما قال القرطبي أو بالحيوان كما قال غيره غير ظاهر وغير ممتنع عقلًا ولا شرعًا أن يخلق الله في الجمادات [المقدرة] (٩) على السماع والشهادة، ومثله قوله تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾ (١٠).


(١) في "المسند" (٣/ ٣٥، ٤٣).
(٢) في "صحيحه" رقم (٦٠٩).
(٣) في "السنن (٢/ ١٢).
(٤) في "السنن" رقم (٧٢٣).
(٥) في "المسند" (رقم ١٧٦ - ترتيب المسند).
(٦) في "الموطأ" (١/ ٦٩)، وهو حديث صحيح.
(٧) "المجموع" (٣/ ٩٠).
(٨) في "صحيحه" رقم (٣٨٩).
(٩) "المخطوط" (أ): (القدرة).
(١٠) سورة الإسراء، الآية (٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>