للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال في المواهب اللدنية للقسطلاني (١): "وأما السراويل فاختلف هل لبسها النبي أم لا؟ فجزم بعض العلماء بأنه لم يلبسه، ويستأنس له بما جزم به النووي (٢) في ترجمة عثمان رضي الله [تعالى] (٣) عنه من كتاب "تهذيب الأسماء واللغات" أنه لم يلبس السراويل في جاهلية ولا إسلام إلى يوم قتله، فإنهم كانوا أحرص شيء على اتباعه، لكن قد ورد في حديث أبي يعلى الموصلي (٤) بسند ضعيف جدًّا عن أبي هريرة قال: "دخلتُ السوق يومًا مع رسول الله فجلس إلى البزاز فاشترى منه سراويل بأربعة دراهم وكان لأهل السوق وزَّانٌ يزن فقال له رسول الله : أتزن راجحًا؟ فقال الوزَّانُ: إن هذه كلمة ما سمعتُها من أحد، قال أبو هريرة: فقلت له كفى بك من الجفاء في دينك أن لا تعرف نبيك؟ فطرح الميزان، ووثب إلى يد رسول الله يريد أن يقبلها فجذب يده رسول الله وقال له: "يا هذا إنما تفعل هذا الأعاجمُ بملوكِها ولست بملِكٍ إنما أنا رجُل منكُم" فأخذ فوزن وأرجح وأخذ رسول الله السراويل. قال أبو هريرة: فذهبت لأحمله عنه فقال: "وصاحب الشيء أحق بشيئه أن يحمله إلا أن يكون ضعيفًا يعجز عنه فيعينهُ أخوه المسلم". قال: قلت: يا رسول الله وإنك لتلبس السراويل قال: "أجل في السفر والحضر والليل والنهار فإني أمرت بالستر فلم أجد شيئًا أستر منه" وكذا أخرجه ابن حبان في الضعفاء (٥) عن أبي يعلى، ورواه الطبراني في الأوسط (٦)، والدارقطني في الإفراد (٧) والعقيلي في الضعفاء (٨)، ومداره على يوسف بن زياد الواسطي وهو ضعيف (٩)، عن شيخه عبد الرحمن بن


(١) (٢/ ٤٦٣ - ٤٦٤).
(٢) في "تهذيب الأسماء واللغات" (١/ ٣٢١ - ٣٢٥ رقم ٣٩٥).
(٣) زيادة من (جـ).
(٤) في مسنده (١١/ ٢٣ رقم ٦١٦٢/ ٣٢٢) بسند ضعيف جدًّا.
(٥) (٢/ ٥١) من طريق أبي يعلى.
(٦) (٥/ ١٢١ - ١٢٢ - مجمع الزوائد). وقال الهيثمي: "رواه أبو يعلى، والطبراني في الأوسط، وفيه يوسف بن زياد وهو ضعيف".
(٧) عزاه إليه القسطلاني في "المواهب اللدنية" (٢/ ٤٦٤).
(٨) (٤/ ٤٥٣ - ٥٥٤) في ترجمة يوسف بن زياد، أبو عبد الله.
(٩) بل منكر الحديث مشهور بالأباطيل. المجروحين (٣/ ١٣٣) والميزان (٤/ ٤٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>