للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الترمذي في جامعه (١).

والحديثان يدلان على تحريم الخروج من المسجد بعد سماع الأذان لغير الوضوء وقضاء الحاجة وما تدعو الضرورة إليه حتى يصلي فيه تلك الصلاة، لأن ذلك المسجد قد تعين لتلك الصلاة.

قال الترمذي (٢) بعد أن ذكر الحديث: وعلى هذا العمل عند أهل العلم من أصحاب النبي ومن بعدهم أن لا يخرج أحد من المسجد إلا من عذر أن يكون على غير وضوء أو أمر لا بد منه، ويروى عن إبراهيم النخعي (٣) أنه قال: يخرج ما لم يأخذ المؤذن في الإِقامة وهذا عندنا لمن له عذر في الخروج منه اهـ.

قال ابن رسلان في (شرح السنة) إن الخروج مكروه عند عامة أهل العلم إذا كان لغير عذر من طهارة أو نحوها، وإلَّا جاز بلا كراهة. قال القرطبي (٤): هذا محمول على أنه حديث مرفوع إلى رسول الله بدليل نسبته إليه وكأنه سمع ما يقتضي تحريم الخروج من المسجد بعد الأذانِ فأطلق لفظ المعصية عليه.

تم ولله الحمد والمنة الجزء الثالث

من

نيل الأوطار من أسرار منتقى الأخبار

ويليه

الجزء الرابع منه وأوله:

سابعًا: أبواب استقبال القبلة


= والحديث الذي رواه ابن سنجر والزيدوني في أحكامه وابن سيد الناس في شرح الترمذي. تقدم تخريجه آنفًا.
(١) في سننه (١/ ٣٩٧).
(٢) في سننه (١/ ٣٩٨).
(٣) ذكره الترمذي في سننه (١/ ٣٩٨).
(٤) في (المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم) له (٢/ ٢٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>