للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال القرطبي (١): إن أكثر الرواة قالوه بالهمز.

قوله: (بأبي أنت وأمي) هو متعلق بمحذوف إما اسم أو فعل، والتقدير أنت مفدى أو أفديك.

قوله: (أرأيت) الظاهر أنه بفتح التاء بمعنى أخبرني.

قوله: (ما تقول) فيه إشعار بأنه قد فهم أن النبي كان يقول قولًا. قال ابن دقيق العيد (٢): ولعله استدل على أصل القول بحركة الفم كما استدل غيره على القراءة (٣) باضطراب اللحية.

قوله: (باعد)، قال الحافظ (٤): المراد بالمباعدة محو ما حصل منها يعني الخطايا، والعصمة عما سيأتي منها، انتهى.

وفي هذا اللفظ مجازان: الأول: استعمال المباعدة التي هي في الأصل للأَجسام في مباعدة المعاني. الثاني: استعمال المباعدة في الإزالة بالكلية، مع أن أصلها لا يقتضي الزوال، وموضع التشبيه أن التقاء المشرق والمغرب مستحيل، فكأنه أراد أن لا يقع له منها اقتراب بالكلية، وكرر لفظ "بين" لأن العطف على الضمير المجرور يعاد فيه [الخافض] (٥).

قوله: (نفني) بتشديد القاف وهو مجاز عن زوال الذنوب ومحوها بالكلية.

قال الحافظ (٦): ولما كان الدنس في الثوب الأبيض أظهر من غيره من الألوان وقع التشبيه به، والدنس (٧): الوسخ الذي يدنس الثوب.

قوله: ([بالثلج والماء والبرَد (٨)]) جمع بين الثلاثة تأكيدًا أو مبالغة كما قال الخطابي (٩)، لأن الثلج والبرد نوعان من الماء.


(١) في "المفهم" (٢/ ٢١٦).
(٢) في "إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام" (٢/ ١٥٧ - العُدَّة).
(٣) في "إحكام الأحكام" (٢/ ١٥٧ - العدة) زيادة بلفظ: "القراءة (في السِّرِّ) باضطراب اللحية".
(٤) في "الفتح" (٢/ ٢٣٠).
(٥) في (أ) و (ب): الحافظ وهو خطأ.
(٦) في الفتح (٢/ ٢٣٠).
(٧) القاموس المحيط (ص ٧٠٤).
(٨) في (أ): (بالماء والثلج والبرد).
(٩) ذكره الحافظ في "الفتح" (٢/ ٢٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>